رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

ليس الوجه البحرى ـ وحده ـ الذى كانت دوائره الانتخابية دوائر وفدية من الطراز الأول.. بل كان الوجه القبلى هو الرائد فى هذا الاتجاه ربما بسبب العصبيات العائلية التى تشكل البناء الشعبى المصرى.. وما زالت هذه العائلات وفدية فى الصميم.. بل كنا نجد عائلات وفدية صعيدية إذا لم يترشح أعضاؤها فى دوائر الصعيد، كانوا أيضًا يسيطرون على دوائر عديدة فى القاهرة، وأيضًا الإسكندرية.. وضربت أمثلة بعائلات حزين وحمادى وشعراوى والشريعى وخشبة.. وغيرها.. ولكننى أتحدث اليوم عن عائلة وفدية عريقة تعود جذورها إلى جرجا فى عمق الصعيد الجوانى، بالمناسبة هم ـ هناك ـ ينطقونها هكذا «دردا» أى بالدال وليست بالجيم.. دردة أو دردا بدلاً من جرجا.. وأقصد بها عائلة فخرى عبدالنور وكانت دائمًا ما تفوز بشرف النيابة عن الأمة، سواء فى مجلس النواب، أو مجلس الشيوخ.. وكان عميدها ـ ومنذ أول برلمان على دستور 1923 ـ كان فخرى عبدالنور يمثل هذه الدائرة.. بل كان أيضًا توفى داخل البرلمان فى الأربعينيات، إذ رحل بعد أن ألقى خطابًا تحت القبة وكرمه الزعيم الوفدى مصطفى النحاس، وهو الذى أطلق اسمه على أحد شوارع حى العباسية كان اسمه شارع جرانفيل، وكان وزير خارجية بريطانيا بالقرب من المقر القديم لكلية الشرطة.. لأن الأسرة كانت تقيم فى العباسية منذ جاءت من جرجا، وزاره الخديو عباس حلمى فى جرجا عام 1909.. وكان فخرى عبدالنور من أعضاء اللجنة المركزية للوفد أيام سعد زغلول، وأطلق اسم الزعيم على أحد أبنائه هو سعد فخرى عبدالنور.. وظلت الأسرة تحتفظ بمقعد النيابة عن الأمة من وقتها. وأصبح ابنه سعد عبدالنور سكرتيرًا عامًا للوفد.. بل وواصل حفيده منير فخرى عبدالنور دوره البرلمانى وأصبح نائبًا فى البرلمان ثم وزيرًا.. ونجد شهرته تمتد إلى حد الترشح عن الأمة فى القاهرة فى أكثر من دائرة وينجح باكتساح.. وكان ذلك من أهل سمات القيادات الوفدية التى كانت تنجح حتى وهى فى غير موطنها الأصلى.. رغم أن جذورها صعيدية من جرجا.

< وكان="" منير="" عبدالنور="" ـ="" الذى="" أصبح="" سكرتيرًا="" عامًا="" للوفد="" بعد="" ذلك="" ـ="" من="" أفضل="" من="" كان="" يناقش="" بيان="" الحكومة،="" خصوصًا="" الجانب="">

ورغم أن نظام عبدالناصر حاول تحطيم حزب الوفد، إلا أن هذه العائلات الوفدية تمسكت بوفديتها طوال سنوات القهر الناصرى وحاولت البطش بالوفديين، وظهر ذلك واضحًا خلال جنازة الزعيم مصطفى النحاس عام 1965.

وما زال أبناء «دردة» أقصد جرجا يتذكرون أسرة عبدالنور التى احتكرت مقعدها البرلمانى لسنوات عديدة.. وما زال الكثير من العائلات الوفدية يدين بالولاء والوفاء لوفديتها.