عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

لدى يقين.. لا يوجد رئيس أمريكى أفاد مصر، والعرب، مثلما استفادت إسرائيل من كل رؤساء أمريكا، ولا يوجد رئيس أمريكى أفاد إسرائيل مثلما أفادها دونالد ترامب وجيمى كارتر، ومع ذلك فشل الرئيسان بالفوز بفترة رئاسية ثانية، ولم ينفعهما اللوبى اليهودى، فى انقاذهما من الهزيمة فى الانتخابات!

وماذا نستفيد نحن من الانتخابات الأمريكية التى شغلت لأول مرة العالم كله، وكأنها مباراة ملاكمة على بطولة العالم للمحترفين أو مباراة كرة قدم نهائية على كأس العالم.. لا انتخابات رئاسية فى دولة ديمقراطية؟!

أولًا.. القدرة الفائقة للإعلام بمختلف وسائله فى السيطرة على عقول الناخبين إلى درجة غسيل المخ بالكامل لصالح مرشح ضد مرشح آخر.. وهذا لم ينطبق على الرئيس دونالد ترامب والمرشح جون بايدن فقط، بل امتد إلى المرشح الديمقراطى، السيناتور بيرنى ساندرز الذى تخلى عن الاستمرار فى السباق الرئاسى لصالح بايدن بعد حملة مدبرة من طبقة رجال الأعمال وأصحاب الشركات وإطلاق الاشاعات والاقاويل حوله بأنه شيوعى ويساري.. رغم أن الشباب من الحزبين الديمقراطى والجمهورى كان يؤيده بشدة!

هذه.. الحملة الإعلامية الموجهة لصالح جون بايدن من كل القنوات التليفزيونية والمنصات الإلكترونية، فى المقابل العداء السافر لدونالد ترامب، والذى لم يكن معه سوى صفحته على تويتر، وقناة تليفزيونية واحدة وهى فوكس نيوز، وتخلت عنه فى النهاية.. توضح هذه الحملة مدى سطوة الاعلام وتأثيره على الناخبين.. وأعتقد أن ترامب هو الرئيس الوحيد الذى واجه حملة من السخرية والتهكم والاستهزاء به منذ اليوم الأول لوصوله البيت الأبيض.. صحيح لا يعتبر ترامب من أفضل الشخصيات التى سكنت البيت الأبيض ولكن أعتقد أنه أنسب من سكن البيت الأبيض معبرًا عن الوضع الأمريكى حاليًا!

ثانيا.. هو استخدام ما نسميه نحن فى انتخاباتنا، المال السياسى، فى الانتخابات الأمريكية بصورة فجة وغريبة.. وربما لأول مرة تحدث حيث أنفق عدد من رجال الأعمال، مئات الملايين من الدولارات لهزيمة ترامب وليس لفوز بايدن.. ومن أبرز هؤلاء الملياردير الأمريكى توم ستاير، الذى أنفق ملايين الدولارات على تسجيل الآلاف من الأمريكيين الافارقة فى قوائم الانتخابات للتصويت لصالح جون بايدن، وكذلك دفع كفالات المئات منهم للخروج من السجون لضمان تصويتهم أيضاً لصالح بايدن، وأنفق 30 مليون دولار هذا العام لمساعدة الديمقراطيين على أن تكون لهم غالبية المقاعد فى مجلس النواب الأمريكي.. كل هؤلاء اتفقوا جميعا، على هزيمة ترامب مهما كان الذى أمامه.. والغريب أن الكثير من الديمقراطيين كانوا يصرحون علنًا أن جون بايدن ليس الأفضل للوصول إلى البيت الأبيض ولكن المهم أن لا يسكنه مرة أخرى ترامب!

ثالثا.. أظهرت هذه الانتخابات الضعف الشديد، والتأثير الهزيل للوبى اليهودى، أمام أصوات الأفارقة واللاتينيين والعرب الأمريكان، وليس كما صوره الإعلام اليهودى من قبل لكل الرؤساء الأمريكيين، حيث كان قبول خطاب أى مرشح للرئاسة أمام لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية «الأيباك» هو مفتاح الفوز بالرئاسة، فهى أقوى جمعيات الضغط على أعضاء الكونجرس الأمريكى، وهدفها تحقيق الدعم الأمريكى للاحتلال الصهيونى، وهى لا تقتصر على الصهاينة بل يوجد بها أعضاء ديمقراطيين وجمهوريين.. وما قدمه دونالد ترامب لصالح إسرائيل على حساب مصالح وحقوق العرب والفلسطينيين لم يقدمه رئيس أمريكى ومع ذلك فشل اللوبى اليهودى فى التأثير على الناخب الأمريكي.. أو ربما تخلوا عنه وباعوه برخص التراب كعادتهم.. ولذلك لم يعد أمام ترامب وهو يسقط مطعونًا من الخلف سوى أن يقول حتى أنت يا بروتس.. أو كما قال أدهم الشرقاوى لصديقه الذى تخلى عنه يا خوفى يا بدران!

[email protected]