رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

ـ مصر والسودان دولتان مترابطتان تاريخيًا وجغرافيًا ويربط بينهما نهر النيل شريان الحياة رابطًا وجامعًا بين البلدين يجرى من آلاف السنين بأمر الله وما جمعه الله سبحانه وتعالى لا يفرقه إنسان , ولعل ما بيننا وبين السودان ينطبق على كل الدول المتشاطئة على نهر النيل سواء كانت دول منبع أو دول مصب ,هذه هى رابطة الماء أى رابطة الحياة التى تجمع ولا تفرق.

ـ أن السودان الشقيق بشماله وجنوبه له موقع فى القلب عند الشعب المصرى فهو امتداد طبيعى وظهير دفاعى لمصر كما أن مصر مقدمة دفاعية للسودان ولا يمكن أن تنسى مصر مواقف السودان الوطنية على مر التاريخ وأخص بالذكر الموقف الشجاع للسودان فى أعقاب هزيمة 1967 عندما استضافت مؤتمر القمة العربى آنذاك لمؤازرة مصر والوقوف معها ضد العدوان الغاشم.

ـ لقد حاول أعداء الأمة بكل ما أوتوا من قوة أن يجعلوا مصر والسودان فى شقاق ولكن حكمة القيادة فى البلدين استطاعت أن تواجه هذه المحاولات وأن تضع الدولتين على طريق التعاون لصالح الشعبين الشقيقين وبدأت بالفعل فى الإجراءات التنفيذية للتعاون فى جميع المجالات التى سوف تعود بالنفع على شعبى البلدين.

ـ مصر والسودان ماضيهما واحد وحاضرهمى واحد ومستقبلهما واحد ولا يمكن ألا أن نكون كذلك ولعل ما تواجهه مصر والسودان من مشكلة سد النهضة الاثيوبى وما يمكن أن يؤثر تأثيرًا كبيرًا على حياة أكثر من 150 مليونًا فى مصر والسودان يحتاج إلى التنسيق والتعاون بينهما لدفع أثيوبيا فى اتجاه التعاون بما يحقق مصالح الدول الثلاث لأن التعاون طريق لتحقيق المنفعة المشتركة بعيدًا عن الشقاق والصراع الذى يؤثر بالسلب على الجميع لأن المنفعة لا يمكن بأى حال من الاحوال أن تكون أحادية الجانب , فإذا كانت أثيوبيا تريد النهضة فيلزمها طريق ممهد بالمحبة والتعاون والنوايا الحسنة وهذا الطريق يستوعب الجميع.

ـ على أثيوبيا أن تعى أن هذه المشكلة ليست أمرًا عابرًا يمكن أن يعلو فيه طرف على آخر وانتهى الامر ولكنها مشكلة ممتدة امتداد النيل وامتداد الزمان ومترابطة ترابط شعوبنا فى حدودها ومائها ومستقبلها وآمالها وآلامها وهذا الامر يفرض على الاطراف جميعًا ألا تنظر إلى مصالح أحادية أو ذاتية ولكن إلى مصالح مشتركة تحقق النفع للجميع وهذه الامور يمكن أن تتحقق بالتعاون والنوايا الحسنة وغير ذلك سوف يضع المنطقة بأكملها فى صراع لا نهاية له والكل فيه سوف يكون خاسرًا.

ـ لا شك أن تعاون مصر والسودان فى هذه المرحلة هام جدًا لمصلحة شعوب المنطقة كلها وذلك لدفع أثيوبيا على طريق التعاون لصالح الدول الثلاث وأن يترك الجميع الشقاق والصراع الذى يمكن أن يؤدى إلى الهاوية وأن يتمسك الجميع بالتعاون والنوايا الحسنة والارادة السياسية القوية لتحقيق اتفاق ملزم فى شأنه ملء وتشغيل سد النهضة بما يحقق الصالح للجميع وهكذا فإن تعاون مصر والسودان واتفاقهما يعد منطلقًا صحيحًا لدفع أثيوبيا إلى الطريق الصحيح والمنفعة المشتركة.