رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

فى الأزمات تتغير سلوكيات المصريين، إلى الأفضل.. وليس إلى الأسوأ كما يحدث مع كثير من شعوب العالم.. ويوم قيام حرب أكتوبر، وخلال أيام المعركة كلها، لم تحرر أقسام البوليس محضرًا واحدًا، ولم يتم القبض على حرامى واحد، وأعتقد كذلك فى حرب 67.. وربما كذلك فى ثورة 1919.. وفى أزمة كورونا تغيرت كذلك سلوكيات المصريين.. ولكن لم نعرف هل كانت للأسوأ أم للأفضل!

يرى الجهـاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى الدراسة التى أجراها لقياس أثر فيروس كورونا على حياة الأسر المصرية إنها كانت للأفضل، حيث تخلص عدد كبير من الناس خلال أيام انتشار هذا المرض، من سلوكيات سيئة، فقد كشفت الدراسة عن انخفاض استهلاك الاسر فى كثير من السلع منها الفاكهة والتى بلغت نسبتها (14.5%)، ثم الطيور والتى بلغت (22.8٪)، كذلك وسائل النقل والمواصلات.. والأرز وزيت الطعام والبقوليات.. واعتبر جهاز التعبئة والإحصاء أن هذا يعد تحسنا ملحوظا من ناحية تراجع معدل التضخم خلال سبتمبر 2020 نتيجة تراجع اسعار بعض السلع الأساسية، ومن ناحية أخرى عودة الاسرة لنمط استهلاكها الطبيعي!

وأوضحت الدراسة كذلك السلع التى ارتفع استهلاكها بسبب ظهور فيروس كورونا وهى غير غذائية مثل الادوات الطبية (قفازات/ كمامات) والتى ارتفعت بنسبة 25.7% كذلك ارتفع الاستهلاك من المنظفات والمطهرات بنسبة 5.5%، وهذا بالفعل يشير إلى زيادة وعى الأسر بخطورة فيروس كورونا والحرص على اتباع الإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة، وكان هذا طبيعيًا نظرًا لحالة الهلع والخوف من المرض وخصوصًا فى بداية ظهوره وانتشاره!

وتناولت الدراسة العديد من المحاور الأخرى مثل ارتفاع درجات الوعى لدى الأسر حول مرض كورونا، والالتزام بالإجراءات الاحترازية، وكان ذلك فى المدن والريف بنفس الدرجة تقريبا.. ولكن يظل انخفاض الاستهلاك ملاحظة تستحق الوقوف عندها حيث كان من المفترض أن يزيد الاستهلاك من السلع الغذائية أثناء فترة الحظر، وكذلك للوقاية من المرض وتعزيز المناعة ومع ذلك انخفض الاستهلاك وخصوصا من الفاكهة، وواضح أن السبب هو تراجع دخل الأسرة ولهذا استغنت عن الفاكهة باعتبارها ليست ضرورية!

ويبدو لتوقع الأسر انخفاض دخلها خلال الأزمة، فقد أفادت نصف الأسر التى شملتهم الدراسة بالقيام بالاقتراض من الغير فى حالة عدم كفاية الدخل للوفاء باحتياجاتها، وفى نفس الوقت أوضح التقرير انخفاض الاعتماد على مساعدات أهل الخير.. وربما ذلك أدى إلى أهم تصرفين قامت بهما الأسر منذ ظهور فيروس كورونا لمحاولة تغطية احتياجاتهم هما الاعتماد على أنواع أرخص من الغذاء وتخفيض نسب الاستهلاك الاسبوعى من اللحوم / الطيور / الاسماك، وقد حدث انخفاض بسيط لأغلب الوسائل الأخرى مثل الاعتماد على المساعدة من الاصدقاء أو الأقارب!

[email protected]