رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

 

هى كما هى نفس الأفلام التى تذاع منذ سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى عن حرب اكتوبر لا تسرد التفاصيل الداخلية لتلك الحرب وكواليسها وعندما نتناول الكواليس فهى بالطبع المتاحة، حيث لم يمر على الحرب خمسون عامًا لخروج الوثائق الرسمية الخاصة بها، حتى المشاهد المتكررة فى معظم تلك الأفلام من العبور بالدبابات على الجسور المتحركة العائمة وطلعات الطائرات تمثيل للأحداث ولم تكن هناك كاميرات وقت الحرب، لرصد وتوثيق أعظم عبور وانتصار عربى معاصر.

ومع هذا فلن تجد أمتع من ما كتب عن تلك الحرب فى كتاب سعد الدين الشاذلى قائد الأركان من ١٩٧١ حتى ١٩٧٧ مذكرات حرب أكتوبر.. وكتاب البحث عن الذات للرئيس محمد أنور السادات.. وهى تغنيك عن انتظار اليوبيل الذهبى بمرور ٥٠ عامًا على الحرب للاطلاع على أسرارها.. سوف تجد معلومات وأسرارًا مهمة لم تعرضها الدراما حول كواليس تلك الحرب وتكتشف أدوار قادتها، بل وخلافاتهم غير المعلنة والتى لم تفسد صناعة النصر.

ظهرت تلك الخلافات عند عدم ذكر السادات لقائد الأركان فى كتابه «الذات» رغم أنه عمليًا هو المحرك الفعلى للقوات المسلحة وكان الثناء كله لوزير دفاعه إسماعيل وقائد القوات الجوية مبارك. كما اعترف الشاذلى بتلك الخلافات فى كتابه «أكتوبر» وكتب لقد بلغ التحدى بينى وبين السلطة السياسية مداه. لقد تحملوا منى الكثير وكان لابد أن يتخلصوا منى وفى مساء يوم ý١١‏ من ديسمبر ٧٧  أقالنى السادات من منصبى كرئيس لأركان حرب القوات المسلحة المصرية.

وفى المقال السابق عرضت ما قال الشاذلى حول خلافاته مع السادات ووزير الدفاع بشأن إخفاء حقيقة الإخفاقات التى وقعت وقت الحرب، حيث كان يصر الشاذلى على عدم إخفاء شىء، بينما يصر السادات وزير الدفاع على الإخفاء حفاظًا على المعنويات.

أما السادات فكان لا يهتم فى كتابه الذات ًلا بالذات، حيث لم يتصور من خلال مؤلف أن هناك شركاء فى النصر حتى أن نجاح الأشخاص من قادة الحرب جاء بناء على نجاح اختياره لهم، وكان أبرز خلافاته مع القادة إقالته وزير دفاعه أحمد صادق الذى لم يستمر فى منصبه سوى عام من 1971 إلى 1972 ووصفه بأنه متخاذل ويخشى الحرب وقام بإقالته مستعينًا بمدير المخابرات أحمد إسماعيل وزيرًا للدفاع.

السادات كان صريحًا فى كتابه ولكن من وجهة نظر أحادية لا تستطيع أن تحكم على الأحداث لو قرأت كتابه فقط، أما الشاذلى كشف الكثير من أسرار تلك الحرب وأن وراء كل عمل عظيم جنودًا وقادة وليس قائدًا واحدًا، وإنما هى الحيلة والخداع والتى لا تعتمد بالضرورة على شخص واحد ينسب لنفسه فقط قيادة النصر.. حتى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يشير أصحابه فى أمور الحرب والدنيا.