عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

انهارت قيادات الإخوان، أمام رفض المصريين الاستجابة إلى دعواتهم للخروج ضد الدولة.. وهذا الانهيار لم يكن مفاجئًا لنا، وفشلهم كذلك ليس جديدًا عليهم.. فكل تاريخهم خيبات أمل متتالية، وانهيارات ومحاولات فاشلة للهدم والتخريب.. فقد حاولوا ذلك مرارا على مدى تاريخهم الأسود فى تخريب وتدمير هذا البلد.. وفى كل مرة فشلوا.. ولا شك، كذلك أن تماسك الدولة المصرية بالإنجازات التى تحققت على الأرض هى وحدها التى منعت الناس من الانسياق وراء دعوات الخراب، وهى التى كانت وراء التعرية الكاملة للإخوان.. إلى درجة أن بعض قياداتهم انهارت وتطاولت على الشعب بأقذع الشتائم!

وبعيدًا.. عن التهليل لهذه الإنجازات، الذى للأسف لم يأت بنتائجه، ولا أريد أن أقول إنه أتى بنتائج عكسية، لأسباب كثيرة، ليس الآن توقيتها، فإن تقييم ما تحقق فعليًا، من هذه الإنجازات فى ست سنوات يحتاج إلى رؤية صادقة، وأمانة فى التقييم، دون مواقف مضادة مسبقة، أو كارهة.. فخلال الخمسين سنة الماضية على الأقل لم تشهد مصر تحديثًا فى العمق ما تشهده الآن.. وهو تحديث وتطوير وإعادة بناء محاور حيوية مثل البنية الأساسية وإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فضلًا عن تحسين خدمات الإسكان، والتعليم، والصحة، والنقل، وشبكات الحماية الاجتماعية.. بالإضافة عشرات المشروعات التنموية الكهربائية والصناعية والزراعية.. ومع ذلك الناس لا تشعر بهذه المنجزات الضخمة!

ربما.. لأن هذه المنجزات، انعكست بزيادة الأعباء على الناس، فى الوقت الذى كانوا ينتظرون فيه تخفيف الأعباء بعد أن تتحقق هذه الإنجازات.. ولكن حالة التدهور الذى وصلت إليه البلاد فى كل مرافقها خلال الخمسين سنة الأخيرة، على الأقل، كانت أكبر من أية ميزانيات، ولهذا كان لابد من تطوير آليات العلاقة بين الدولة والمواطنين.. وأن مفهوم الدولة الأم التى تفعل كل شيء لأبنائها، كما كان الحال فى الخمسينيات والستينيات، ومازال بعض الناس يبكون على هذه الأيام.. هذا انتهى من العالم كله، فهذه كانت حقبة لها مبرراتها ولها أسبابها التاريخية والسياسية ولم تعد صالحة الآن.. فعلى سبيل المثال، حصلت مصر على كل سلاحها وقتها الذى حققت به نصر أكتوبر من دول المعسكر الشرقى، فى ظل صراع دولى بين الشرق والغرب، انتفعت منه مصر ولم تدفع فى هذه السلاح أموالًا طائلة.. بينما الآن فإن حماية أمننا القومى يتطلب جيشًا قويًا مدربًا ويستدعى تسليحًا يكلفنا عشرات المليارات!

والحقيقة.. إن الحكومة فى هذه السنوات الست لم يحدث أن خصخصت أو باعت مصنعًا أو شركة واحدة.. مثلما حدث عندما باعوا المصانع بالمعدات بالعمال بقيمة لا تساوى ثمن تراب الأرض المقامة عليها.. بينما حاليًا يجرى تطوير كل مصانع الحديد والنسيج والمعدات الميكانيكية والكهربائية والتكنولوجية.. حتى مصانع المواد الغذائية يتم تطويرها لتكون إضافة للاقتصاد، بمنتجات ذات جودة وقيمة عالية للاستهلاك المحلى والتصدير!

ولكن.. هذا لا ينفى ضرورة عمل دراسة علمية حول أسباب استجابة البعض لدعوات التظاهر.. لأن هناك بالفعل أعداد خرجت، صحيح لا تذكر ولا تزيد على عشرات.. وهذا ليس هو المهم.. الأهم من أين خرجوا، ولماذا خرجوا؟.. هل هم انخدعوا بكلام الإخوان، ودعواتهم الباطلة.. أم أن الدعوات تلاقت مع مشكلات حقيقة وأعباء قاسية يعيشونها؟.. وأعتقد من هنا لا بد أن نبدأ، ليس بنظرة ضيقة للأمور، لتفادى ذلك فى المستقبل.. فالمتأمل بصدق فى فيديوهات هذه التظاهرات وأماكنها، سيرى مدى التدهور الشديد فى مستوى معيشة الأماكن التى خرجوا منها.. شوارع ضيقة خانقة ترابية وبيوت متهالكة، ولا شك أن الخدمات التعليمية والصحية والزراعية بنفس المستوى.. وكذلك هؤلاء الأطفال والصبية الذين شاركوا فيها، يحتاجون إلى دراسة عاجلة لأسباب مشاركتهم.. ولا بد من العمل بجدية لإيجاد حلول فورية لرفع معيشة هذه القرى والمناطق النائية.. وغيرهم. ولابد أن ندرك أن توفير الخدمات الصحية والتعليمية «مجانًا» وبأفضل مستوى.. هى الشيء الوحيد الذى سيشعر من خلاله المواطنين بمختلف فئاتهم.. إن ما تحقق خلال الست سنوات الماضية هى معجزات لا منجزات!

[email protected]