رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

استمعت إلى كلمة سيادتكم يوم السبت الماضى، عند افتتاح بعض المشروعات القومية بمدينة الإسكندرية، فلا أخفى عنكم سرًا أن فخامتكم كنتم متشددين جدًا ضد إخوتنا من فقراء المزارعين إلى حد أنكم أشرتم باستدعاء الجيش لتنفيذ قرارات الإزالة، كما أشرتم إلى أن المحافظ الذى لا يستطيع القيام بهذه المهمة عليه أن يرحل، فقد أمرتم سيادتكم بإزالة المبانى التى تمت إقامتها على الأراضى الزراعية فى الفترة الماضية.

ورغم أننى أعى جيدًا خطورة البناء على الأراضى الزراعية، فسبق أن كتبت مرارًا وتكرارًا عن هذا الموضوع، وحذرت من انتشار المبانى وتأثيرها على الرقعة الزراعية قوت مصر، فأنا أعلم تمامًا بخطورة هذا الموضوع وما يترتب عليه اقتصاديًا بالنسبة لمصر وشعبها. الشدة التى لاحظتها فى حديث سيادتكم هى التى جعلتنى أكتب هذا المقال، فليس هناك ما يدعو أن أذكر سيادتكم بأن مصرنا العزيزة ظلت لسنوات طويلة تخوض حروبًا طويلة سواء فى اليمن أو فى الجزائر أو فى إفريقيا أو العديد من الدول حولنا، فقد أقحمت مصر نفسها فى حروب أرهقتنا ماديًا.

إنكم يا سيادة الرئيس تعلمون جيدًا حين ساد شعار (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة)، فكانت أموال ومجهودات مصر توجه إلى حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ثم جاءت نكسة 1967 تلك الحرب التى دارت بيننا وبين إسرائيل، وقضت على الآلاف من جيشنا العظيم بين شهيد وجريح ومفقود، فى تلك المذبحة التى راحت سيناء الحبيبة وبعض المناطق فى مدن القناة، وظل الحال هكذا حتى أتى البطل العظيم أنور السادات، الذى استطاع بدهائه استرداد الأراضى المصرية المغتصبة، وأعاد للشعب كرامته، بل أعاد للأمة العربية كلها كرامتها وعزتها.

ولا يغيب عن سيادتكم يا سيادة الرئيس المليارات، بل بلايين الدولارات التى أنفقتها مصر فى هذه الحروب، كل هذا راح هباء منثورًا، باستثناء حرب الكرامة التى قادها الزعيم البطل أنور السادات. وللحق، فقد سبق لى أن كتبت مرارًا أن مصر لم تشهد فى تاريخها الحديث رؤساء غير ثلاثة، الراحل محمد على باشا الكبير صاحب نهضة مصر الحديثة، والرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام، الذى أعاد لمصر كرامتها وعزها، فرفع راية مصر عالية خفاقة فوق سيناء الحبيبة وكافة الأراضى المصرية المغتصبة.

وها نحن الآن نعيش عهدكم الكريم، فإنكم كنتم وبحق يدًا تبنى ويدًا تمسك السلاح فى مواجهة الإرهاب الغاشم. لقد تم يا سيادة الرئيس فى عهدكم تشييد المشروعات العملاقة، التى نفتخر بها نحن المصريين، بل والعرب جميعًا، فلا يغيب عن أحد مشروع قناة السويس والإنفاق من حولها لربط سيناء بباقى الوطن، كما لا يغيب مجهوداتكم فى إقامة المدن الجديدة والمبانى والمدارس والملاعب وتطوير العشوائيات التى يستفيد منها أبناء مصر خاصة فقراءها، كل هذه الإنجازات تمت فى عهدكم خدمة لمصر وشعبها، فكنتم وبحق فخرًا لكل مصرى بل وكل عربى.

يا فخامة الرئيس حبى الصادق لكم، وإخلاصى لمصرنا العزيزة هو الذى دفعنى لكتابة هذا المقال، أناشد فيه سيادتكم الاهتمام بفقراء الفلاحين، كما قدمتم من اهتمام الكبير لسكان العشوائيات، فما ذنب الفلاح البسيط الذى لم يجد مكانًا للعيش، فاقتطع من أرضه جزءًا لا يزيد على ثلاثين أو خمسين مترًا ليقيم بها مسكنًا يؤويه هو وأبناءه. هؤلاء الفلاحون أقاموا هذه البيوت البسيطة أمام الحاجة الملحة للحياة الكريمة، تمامًا كما فعل سكان العشوائيات فى المدن، فكلاهما كان مضطرًا، لأنه لم يجد وسيلة أخرى للعيش الكريم.

أتمنى يا سيادة الرئيس أن تعيدوا النظر فى هذا الأمر، رأفة بفقراء الفلاحين، فإنهم ما لجأوا لمثل هذه المنازل البسيطة إلا أمام الحاجة الملحة للحياة الكريمة. حفظكم الله ورعاكم وسدد على طريق الحق خطاكم.

وتحيا مصر.