رؤى
لم أعد أتحمل قراءة أخبار يسقط فيها أولادنا الشباب بالجيش والشرطة ومدنيون شهداء أو مصابين فى عمليات ارهابية، اتجنب جميع الأخبار سواء المنشورة فى الصحف أو المذاعة فى الفضائيات أو حتى التى يتناقلها البعض على وسائل التواصل الاجتماعى، شباب فى مقتبل العمر من الجيش والشرطة تسال دماؤهم فى لحظات خلال محاربتهم للإرهابيين، يسهرون طوال الليل فى عز البرد والحر فى الكمائن للحراسة والمتابعة، ويفتشون طوال النهار فى الدروب والقرى والجبال والمدن عن ما يهدد الوطن، نتلقى خبر استشهادهم وإصابتهم ونحن فى السرير أو على المقهى أو من راديو السيارة خلال الطريق، المشاهد والأخبار والتضحيات مؤلمة والدماء غالية.
الوضع فى شمال ووسط سيناء ليس بسيطا ومعقدا للغاية، ويحتاج منا الى يقظة وتكاتف، وإصرار على الثأر لأولادنا الذين سقطوا شهداء أو مصابين، من استشهد فاز بالجنة وترك الألم والذكريات والمرارة لأسرته، ومن وقع مصابا سيعيش عاجزا جزئيا أو كليا باقى حياته، هؤلاء يجب أن نرعاهم نفسيا واجتماعيا وماديا، فقد ضحوا بأرواحهم وبأجزاء من أجسادهم، وهم فى عز شبابهم، من أجل حمايتنا، لكى لا يزعجنا احد ونحن نجلس على المقهى أو نتنزه فى وسط المدينة أو ونحن نجلس على الشاطئ فى الساحل أو فى مطروح أو نحن فى جلسة سمر أو نقد لبعض قرارات الحكومة.
الوضع فى سيناء جد خطير ويحتاج من الحكومة أن تسرع بما سبق واقترحناه من قبل وهو تحزيم أغلب الطرق والمدن والقرى والدروب المحيطة بكاميرات دقيقة، وإلزام جميع المركبات بتركيب جهاز تتبع، استحداث بطاقة قومية تحمل جميع بيانات حاملها، يمكن تتبعها وتحديد مكان حاملها، تخصيص بطاقة يمكن تتبعها للزائرين، عدم السماح بالإقامة لغير المصريين بالمناطق التى تتضمن بؤرا ارهابية، تسيير طائرات مسيرة على مدار الساعة لرصد وتصوير الطرق والدروب.
يجب ان نهتم بالتكنولوجيا بشكل أكبر، فهى سبيلنا الوحيد للسيطرة على هذه المساحات الشاسعة والوعرة، صحيح هى مكلفة، لكن اموال الدنيا لا تكفى قطرة دماء تسقط من أحد أولادنا فى الجيش أو الشرطة أو من المدنيين، يجب ان نفكر فيما يمكننا من السيطرة على المدن والقرى والطرق والدروب ومنازل ومطالع الجبال، وما دخل ومخارج المناطق الصحراوية والساحلية.
يجب ان نخصص لأهالى سيناء أرقاما خاصة بهم، وعلامات مائية ببطاقاتهم، على أن تمنح بطاقات خاصة بأرقام خاصة لزوار سيناء، سواء كانوا من المصريين أو من العرب أو الأجانب، ولا يسمح لأحد أن يزور أو يقيم فى سيناء بدون هذه البطاقة.