عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أعلنت إثيوبيا أنها لن توقع على اتفاق ملزم بينها وبين مصر والسودان بشأن شواغل الدولتين فى إقامة سد النهضة، وهى تعنى بذلك أن الاتفاق إن وُقع بين الدول الثلاث سوف يكون استرشاديًا وغير ملزم, أليس هذا الأمر منهجًا جديدًا فى العلاقات الدولية بين الدول؟! هذا الإعلان من قبل إثيوبيا يعود بنا إلى شريعة الغاب وإلى عصور القرصنة التى عفى عليها الزمان.

و لهذا فإننا لا نستطيع أن نغفل نوايا إثيوبيا الخبيثة فإذا كانت تريد الكهرباء فإن إنتاج الكهرباء لا يحتاج إلى هذه الكمية الكبيرة من المياه التى سوف تُحجز خلف السد وتبلغ أكثر من 70 مليار متر مكعب، وإذا كانت تريد الماء فإن إثيوبيا يهطل عليها سنويًا ما يقرب من 950 مليار متر مكعب من المياه ومصر تحصل على 55 مليارًا أى ما يعادل 5% مما يهطل على حوض النيل من أمطار تقريبًا.

أمام هذا العناد الإثيوبى لا نستطيع إلا أن نشير بأصابع الاتهام إلى ما وراءه من قوى تقف خلف إثيوبيا من أجل إلحاق الضرر بمصر ولا نستطيع أن نفصل ذلك الأمر عما يجرى فى الإقليم بصفة عامة من الصراع بين قوى الشر وقوى الاعتدال فلا يمكن أن نستبعد دول الجوار وهى جوار السوء التى لا تريد لمصر أن تقف فى مصاف الدول المتقدمة، فتركيا تقف فى مقدمة هذه الدول وكذلك قطر ولا نستطيع أن نغفل إسرائيل فإنها تضع يدها فى كل أحداث المنطقة ولهذا أنشئت.

أن إثيوبيا سوف تتحمل كل نتائج هذا العناد لأن الصراع أن حدث لن يحكمه توازن القوى بمعنى أن هذه القوى وما وراءها أقوى من تلك القوى وما وراءها ولكن سوف تحكمه فلسفة الصراع هل هو صراع من أجل النهضة والنمو أم أنه صراع من أجل الحياة والبقاء ولاشك أن الغلبة سوف تكون لمن يصارع من أجل الحياة والنماء وسوف تكون لمن لديه الحق.

هذا نداء إلى إثيوبيا أليس منك رجل رشيد؟ نتمنى أن تعود إثيوبيا إلى رشدها وأن تتعامل مع شواغل مصر والسودان بنظرة واقعية ليس فيها استعلاء أو جور أو ظلم ونتمى أن تُستخدم المياه فى التنمية والنهضة ولا نضطر إلى استخدامها فى إطفاء نار الصراع فإنه إن حدث لن تكفى مياه حوض النيل لإطفائه لأنه سوف يكون صراعًا أبديًا.

أمام هذا كله فلابد أن يكون الاتفاق مع إثيوبيا ملزمًا يراعى شواغل مصر والسودان فى الاستخدام العادل والمنصف لمياه النيل، وأن نبتعد عن الصراع فإن بدايته يمكن أن نعلمها ولكن نهايته لا يعلمها إلا الله وسوف يكون خرابًا على الجميع, فليت إثيوبيا تسعى لاستخدام الماء فى أغراضه التى شرعها الله وجعل منه كل شيء حى وألا نضطر لاستخدامه فى إطفاء نار الصراع.