عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

ما أجمل أن يعيش كل إنسان فينا تجارب الحياة حلوها ومرها ولكن الأجمل أن يتعلم من هذه التجارب فالحكمة الموروثة تؤكد أن الإنسان لا ينزل النهر مرتين لأن ببساطة الماء متجدد والمياه التى تنزل فيها قدمك الآن غير تلك التى نزلتها فى أيام سابقة.. كما أنه يعد من الغباء أن نمارس نفس الأفعال بنفس الطريقة وننتظر نتائج مختلفة.. أقول هذا يا سادة بسبب الجدل الدار فى كل الأوساط وعلى كل الأصعدة، منها مثلًا اجتياز مصر لانتخابات مجلس الشيوخ وأيًا كانت تلك الانتخابات رضى عنها البعض أو لم يرض، شارك فيها أم لم يشارك ولكنها تبقى دليلًا أن مصر تمضى قدمًا فى طريق البناء والتنمية المستدامة التى وضعها لها ابنها البار عبدالفتاح السيسى ولن يتنازل عن الوصول بمصر إلى ما يصبو هو إليه ويصبو كل محب لهذا الوطن أن تصبح مصر أد الدنيا برجالها وشبابها ونسائها المخلصين، أما السادة المعترضون فعليهم تقديم البديل بشرط ألا يكون ضياع الوطن كما قدموا لنا نموذجهم فى يناير ٢٠١١ والذى كان نتائجه أن مصر كانت على حافة الهاوية من الضياع لولا أن أنقذها المولى عز وجل، رفقًا بأهلها وناسها الطيبين.

>> الخلافات والانقسامات بين الدول العربية غير مسبوقة، والمستفيدون من فرقة العرب لا يتوقفون عن بث الفتنة. 

مصر وطن مستهدف من كل الجهات والأنظمة والجماعات الفاشلة التى فشلت فى إركاع مصر لجماعة إرهابية لا تعرف للأوطان قيمة، ولا للوطنية ثمنًا، وقد أثلج صدرى تحرك السفير سامح شكرى وزير الخارجية لرأب الصدع بين مصر والكويت، خاصة أن الكويت دولة تعرف معنى العروبة، وشعب يعى قيمة لم الشمل العربى فى زمن الفتنة، الكويت بها قامات تدرك أهمية مصر ودورها المحورى فى المنطقة.. الكويت بها قادة يتمتعون بحكمة أهلتهم للعب الدور الأهم فى لم شمل الخليج، بعد أن وقفت على مسافة واحدة من كل الأطراف.

حتى الدور الذى يلعبه بعض عناصر جماعة الإخوان المسلمين من خلال البرلمان الكويتى مكشوف للقيادة الحكيمة التى وقفت بجوار مصر فى السنوات الأخيرة، غير عابئة بعويل هذه العناصر ومحاولاتها المستمرة تدمير العلاقة بين البلدين الشقيقين.

يا سادة.. من يقرأ التاريخ وسطوره لابد أن يعلم أن مصر كانت ومازالت وستظل هى الملاذ الآمن وقت الأزمات، وهى الحصن الذى يحتمى به العرب وقت الشدة، وبصمة المصريين فى التعليم والصحة والفن والثقافة يقرها الأشقاء فى كل الدول العربية كلما حاولت قلة الإساءة للمصريين، كما أن مصر هى الدولة التى دأبت على التضحية دائمًا من أجل أشقائها العرب فى كل وقت 

يا سادة.. علينا أن نتعلم أن الدرس المستفاد فى كل محاولة شقاق بين نسبج الأمة العربية هو يصب فى مصلحة عدو واحد نعلمه جميعًا قد يتوارى وراء أنظمة فاشلة أخذت على عاتقها أن تمزق الوطن العربى إربًا أربًا من أجل أن يعيش عدونا الصهيونى وينعم ولنا فى قطر وتركيا خير نموذج ودليل.. ووقفة أمام قنوات الجزيرة وشقيقاتها التى يتم بثها من تركيا ولندن لتؤكد أن من يمزق الوطن العربى هم الخونة والمرتزقة من أبنائه الذين انصاعوا وراء أنظمة عميلة وضعت نفسها فى خدمة سياسات عالمية لا يهمها فى الأول أو الآخر إلا مصلحتها..

>> انفجار مرفأ بيروت، لم يكن إلا بداية لنهاية أوضاع يعيشها الشعب البنانى الذى يعيش فى وطن أصبح على وشك الإفلاس فالديون متراكمة والسيولة لا تكفى حتى لشراء الأدوية، أما النخبة ففاسدة وخرج الشعب ضدها فى مظاهرات عده وصراعات على السلطة واستقطاب لا يتوقف، وحكومة هشة، ثم يأتى الموت وخراب الديار متمثلًا فى الانفجار والنتيجة آلاف اللبنانيين يطالبون بوضع بلدهم تحت الحماية الفرنسية بعد أن ضاقت صدورهم بحكوماتهم وطفح الكيل منها،

وربما كانت المواد المتفجرة تابعة لحزب الله وتم تخزينها فى مرفأ بيروت،أو تابعة لإيران تحت حماية حزب الله أو نسيتها الحكومة أو تناستها بعد مصادرتها وربما كان الانفجار مدبرًا من قبل إسرائيل نكاية فى حزب الله المهم أننا أمام كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معان 

يا سادة.. انفجار بيروت لابد أن يكون بداية لنهاية أوجاع الشعب هناك وعلينا نحن العرب أن ننقذ هذا الجزء من الجسد الذى إذا اشتكى دعا له سائر الجسد بالسهر والحمى فكما انهالت المساعدات، والبداية كانت من مصر التى سخرت كل إمكانياتها لمساندة الشقيقة لبنان، وأنشأت أول مستشفى ميدانى، تلتها الإمارات والسعودية. 

فلابد من جمع التبرعات لسداد ديون لبنان بدلًا من الاستدانة من البنك الدولى ولعل أبناءها أولى بها وعلى مليارديرات لبنان والعرب فى الداخل والخارج أن يهموا بالتبرع، فالمصاب جلل ولنترك للشعب أن يتكفل بتقويم نخبته وإنهاء الاستقطاب الدينى والسياسى، شريطة أن نوفر له رغيف عيش ووطنًا آمنًا لا يطارده شبح الإفلاس.. ولنا فى مصر خير درس مستفاد، فشعبها الحكيم الذى حير أنظمة ودولًا وما زال تستطاع إنقاذ وطنه من شبح التقسيم والفرقة وأعاد مصر عفية وفى كل مرة يطلبه الوطن يلبى النداء حتى ولو كان هذا لا يرضى الجميع ولكنها لعبة السياسة والمال، أما الشعب فلا يعنيه إلا أن يظل وطنه له وليس لغيره.

>> على خلفية انفجار مرفأ لبنان أثلج صدرى هذا القرار الحكيم الذى أصدره الطيار محمد منار وزير الطيران المدنى بتشكيل لجنة عليا تضم كافة الجهات المعنية والمختصة برئاسه اللواء طارق نصير رئيس قطاع الأمن بالوزارة لفحص وحصر كافة الشحنات والمخازن وحاويات التخزين بقرية البضائع وساحات التخزين التابعة لميناء القاهرة الجوى وكافة المطارات على مستوى الجمهورية لاتخاذ الإجراءات الاحترازية حيال المواد الخطرة والإفراج عنها فورًا أو نقلها إلى أماكن تخزين آمنة خارج نطاق الموانئ الجوية والتواجد السكاني.. هذه اللجنة سوف تقوم بإجراء تقييم شامل لكافة الإجراءات المطبقة داخل أماكن التخزين وذلك لتوفير أقصى معايير السلامة والأمان وفقًا لتعليمات منظمة الطيران المدنى الدولى ICAO وذلك للتصدى لأى مخاطر قبل حدوثها، بالإضافة إلى حماية جميع العملاء والعاملين بقطاع الطيران المدنى.

همسة طائرة.. تحية لكل قيادة تتعلم من دروس الماضى وتستفيد منها لنهضة أوطانها.. تحية مخلصة لرئيس مصر الذى استفاد من كل دروس سابقيه من حكموا هذا الوطن ليخرج لنا نموذجًا مصريًا للنهضة والتنمية، أعتقد أنه أصاب أعداءها بالشلل التام وخيبة الرجاء فى ضياع هذه الأمة الأبية وتحية لشهداء الوطن فى كل مكان الذين قدموا ويقدمون أرواحهم من أجل أن نحيا بعزة وكرامة.