رؤى
التعليم عن بعد هو الحل السحرى لمشكلة تكدس الفصول فى المدارس، وهى مشكلة مصر الأزلية منذ سنوات، د.طارق شوقى وزير التعليم كشف منذ يومين عن تفكيرهم بالوزارة فى تقليل نسبة حضور التلاميذ خلال الأسبوع، والاعتماد على الدراسة أون لاين خلال الأيام التالية، موضحاً أن هناك مقترحات قيد الدراسة تعتمد على ذهاب طلاب رياض الأطفال حتى الثالث الابتدائى يومياً للتواصل المباشر لهذه السن مع المعلم، ومن الصف الرابع حتى السادس الابتدائى يذهب الطلاب إلى المدرسة معظم الأيام ما عدا يوماً أو يومين، وبالنسبة للمرحلتين الإعدادية والثانوية يذهب الطلاب يومين فى الأسبوع والباقى يعتمد الطلاب على الدراسة أون لاين، مع إعادة توزيع الطلاب على الفصول والاستفادة من الفراغات لمنع التكدس مع دراسة تطبيق هذا النظام فيما بعد كورونا.
بالطبع هذه الفكرة سوف تتغلب على مشكلتين؛ الأولى هى تخفيف نسبة التزاحم والتلاحم لتجنب انتشار عدوى فيروس كورونا، والثانية هى مواجهة مشكلة التكدس وازدحام الفصول بأكثر من طاقتها، وهى المشكلة الأزلية التى نعانى منها منذ سنوات بسبب قلة المبانى.
بدون شك وزارة التعليم نجحت خلال أزمة كورونا فى استغلال برنامج التعليم عن بعد أفضل استغلال، وقد نجحت، نجاحاً يقدر لقيادات الوزارة والعاملين بها، فيما أدخلته من حلول لنقل الفصل الدراسى من المدرسة إلى الإنترنت، حيث التقى التلاميذ بمدرسهم فى فصل وهمى على الإنترنت، ونعتقد أن هذه الفكرة هى المدخل لحل كثافة الفصول بشكل عام فى مصر، وبأقل التكاليف المالية، فلو نجحت الوزارة فى تنفيذ فكرة نقل الفصل الدراسى من المدرسة إلى الإنترنت بشكل محكم، فسوف تغنينا عن الحضور الشخصى على مدار أيام الأسبوع.
بالطبع نحن لا ننادى بإلغاء الحضور الشخصى، بل بترشيده فى جميع المراحل التعليمية حتى فى الجامعة، على سبيل المثال: تقسيم طلبة الصف الواحد، أولى إعدادى إلى قسمين أو ثلاثة، حسب كثافة الفصول وعددها فى المدرسة الواحدة، على أن يحضر كل قسم يومين أو ثلاثة فى الأسبوع، وباقى الأيام يشارك فى الفصل الإلكترونى، وهنا سوف تقل كثافة الفصل بغياب نصف أو ثلثى التلاميذ، ما يمكن الحاضرين من الجلوس فى راحة، ويساعد المدرس على الشرح وإلقاء الأسئلة والاستماع إلى استفسارات التلاميذ، الشىء نفسه يؤخذ به فى الفصل الإلكترونى.
هذه الفكرة سوف تعود على البلاد بمميزات عدة، منها تخفيف الزحام فى وسائل المواصلات صباحاً، وتخفيف زحام السيارات أمام المدارس وفى الطرق المؤدية لها، ترشيد استخدام المرافق فى المدارس: الكهرباء، المياه، دورات المياه، وأهم ما يستفاد من هذه الفكرة هو تعويد التلاميذ على القراءة والمناقشة والبحث.