رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

 

الحمد لله الذى مَنّ علينا بنعمة العيد الكبير او عيد الاضحى ليخفف عنا تلك الاجواء المخيفة التى تحيط بالعالم كله من جراء هذا الفيروس المجهول المسمى بكورونا كوفيد 19 ، والذى لم يتوصل العالم بأسره حتى الآن إلى أى دواء له أو مصل، كى نطمئن ويطمئن العالم كله على صحته وحياته من هذه الجائحة ، ونعيش بسلام ونعود إلى طبيعتنا التى كنا عليها قبل تفشى هذا الوباء .

 نعم لقد جاء العيد لقد فرحنا به كالغريق يمسك بقشة فى اليم ، واضاف لنا بهجة مشوبة بالحذر ولكن الحمد لله  على كل شىء فقد جاء ليخفف عنا ما لمَ بأنفسنا من جراء ذلك رغم اختفاء الاحتفال به عما سبق . فكان الحال قبل وأثناء وبعد العيد لا سلام ولا كلام حتى تقبيل الاطفال مازلنا منه متخوفين حتى السلام بالإيد أصبح مرفوضًا ، فنجد ان حالنا فى هذا العيد لا يختلف عن حالنا فى عيد الفطر فما أشبه الليلة بالبارحة ، مما جعلنى اتذكر «كوبليه» من أغنية الفنانة وردة تقول فيه: عينى عينى يا عين قولى للناس يا عين لهفتنا راحت فين جنتنا راحت فين» . كل الحاجات الحلوة نجيبها تانى منين ،حتى السلام بالإيد بقى شيء علينا جديد ، ونجد ان الصورة مازالت ضبابية غير معروفة المعالم .

 ونشك فى كل شىء  سواء بلمس الاشياء او الاقتراب من الاشخاص ، فالرعب يفترس النفوس فى وسائل التنقل والمواصلات أو حين الذهاب للعمل أوحتى التسوق الضرورى ،واه ،اه لو اصاب احد افراد الاسرة تعب وذهبت معه للمستشفى او للطبيب إذا كانت عيادته مفتوحة وتعمل لأن الغالبية العظمى من الاطباء حتى الآن تخشى من الوباء فأغلقوا عيادتهم منذ اجتياح هذا الكوفيد فى مارس الماضى ، تجد الرعب كله من اى مكان تدب قدمك فيه سواء انتظارًا او جلوسًا مع الموجودين فى المكان، وأصبح الناس ينظر كل منهم للآخر على أنه حامل للفيروس.

 إن هذا الكوفيد أفقدنا لذة الاحتفال بالعيدين الفطر والأضحى، وكذلك قتل فينا بهجة شهر رمضان الذى كانت تتميز بها مصرنا الغالية بإحيائه حيث كانت تأتى الينا الوفود من كل الدول لتقضى هنا شهر رمضان وسهراته الجميلة على ارض المحروسة ، كذلك افتقدنا جميعا الاحتفال بمواسم العمرة والحج ومناسكه وشعائره ،ولم يتمكن المسلمون فى انحاء العالم من اداء مناسك الحج لهذا العام  إلا نفر قليل لم تتعد اعدادهم عدد عمرة بسيطة جدا ،وهى سابقة لم تحدث منذ أمد بعيد، كما قطع هذا الكوفيد أواصر صلة الرحم فى جميع أنحاء العالم بين الاسر وبعضها حتى الدول الاوروبية .

 لقد جاءنا عيد الأضحى، الذى شرّعه الله ليدعونا الى الثبات على الدين، وتقوية العزائم، وشحذ الهمم، وتحفيز الطموحات وأمام كل ذلك يقفز إلى ذهنى ورأسى ونفسيتى هذا السؤال بطريقة أغنية العندليب الأسمر التى اضطررت ان اغير فيها بعض الكلمات لتتناسب مع الواقع الأليم الذى نحياه الآن فى ظل وجود هذا الفيروس المجهول حتى الآن ، وأتساءل ما أنت يا فيروس قل لى أأنت لعنة ربى أم انت نعمة ربى الى متى نعيش كهاربين ليس يدرى من أين أوأين يمضى ، ولكن نسأل الله جميعا لنا السلامة وأن يزيح عنا هذا الوباء والبلاء ،لأن هذه الحالة التى نحياها الآن  ليس لها من دون الله كاشفة.