رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

الأمر كله بيد الشعب الليبى.. قالها صراحة الرئيس السيسى.. عندما قال «ندخل ليبيا بطلب منكم» و«نخرج من ليبيا بأمر منكم»، والهدف أن القرار يتركز الآن فى يد الشعب الليبى.. وإذا كان هدف أردوغان هو الحصول على بترول ليبيا.. وما تبقى من ثروة نقدية فى الخزانة الليبية التى تركها معمر القذافى بدليل تحريكه البحث عن الغاز فى المياه الاقتصادية لقبرص، وأيضًا لليونان.. فإن مصر والحمد لله أعطاها الله من هذا الغاز داخل مياهها الإقليمية والاقتصادية الكثير.. أما مصر فإنها تهدف فى المقام الأول إلى المحافظة على وحدة الشعب الليبى، ووحدة وتماسك التراب الليبى.. تركيا بتواجدها فى طرابلس وتحكمها فى الغرب الليبى تستهدف ثروتها البترولية.. وهى لا تنفق من أموال تركيا.. بل تدفع أجور وكل تكاليف العمليات العسكرية فى ليبيا من البترول والعائدات البترولية.. بل وتغذى هذا الشعور عندما تغرى بعض التجمعات الليبية بمزيد من عطايا هذا البترول.

أى تركيا تحلم بخيرات ليبيا.. ومصر تعمل على حماية وحدة الشعب والتراب الليبى.. وقد فهمت القبائل الليبية هذه اللعبة، التى منح فيها من لا يملك- وهو السراج- حقًا لتركيا وهى لا تستحق.. وأردوغان هنا يحاول أن يلوى ذراع الاتحاد الأوروبى بأن تصبح له قاعدة فى الساحل الجنوبى للبحر المتوسط، أى ما يعتبر تهديدًا مباشرًا لدول شمال البحر المتوسط، بالذات إيطاليا وفرنسا وإسبانيا.. أى يدخل هذا الاتحاد من الثغرة الجنوبية أى من ليبيا، ولذلك نجد مواقف هذه الدول تتأرجح.. وهنا لا ننكر أن لكل هذه الدول مصالحها داخل ليبيا ولا ننسى أن إيطاليا ظلت لحوالى نصف قرن تحاول تثبيت أقدامها فى التراب الليبى ووصلت إلى حد الاحتلال الإيطالى لليبيا.. مما ينعكس أثره على العلاقات الاقتصادية- غير العادية- بين إيطاليا وليبيا حتى أيام معمر القذافى.. ولا ننسى أيضًا أن فرنسا كانت تحتل كل الجنوب الليبى «فزان» وتعتبره امتدادًا لتواجدها العسكرى والاقتصادى والسياسى فى تشاد أو ما كنا نطلق عليه السودان الفرنسى!! أما إسبانيا فلها أيضًا أحلامها وتعتبر ليبيا أرضًا صالحة تمامًا للاستثمارات الإسبانية ليس فقط بحكم أن إسبانيا كانت تحتل شمال المغرب.. والصحراء المغربية وكان لها نفوذها فى موريتانيا.

< وإذا="" كانت="" لكل="" هذه="" الدول="" تطلعاتها="" فى="" كل="" الشمال="" الإفريقى="" على="" الأقل="" اقتصاديًا..="" وتحلم="" أن="" تفوز="" بحصة="" كبيرة="" من="" أعباء="" إعادة="" تعمير="" ما="" جرى="" تخريبه="" فى="" ليبيا،="" فإن="" مصر="" ليست="" لها="" هذه="" المطامع="" بل="" كل="" ما="" تريده="" هو="" تأمين="" حدودها="" الغربية..="" وهى="" هنا="" بذلك="" لا="" تحمى="" الحدود="" المصرية="" وحدها="" بل="" تحمى="" كل="" الأرض="" العربية="" وشتان="" بين="" من="" يتصدى="" للدفاع،="" وبين="" من="" يحلم="">

ولكن كل ذلك- كما أعلنها الرئيس السيسى- مرهون بإرادة الشعب الليبى.. وليس كرهًا كما يفرضها أردوغان.. لقد جاء غازيًا على غير إرادة الشعب الليبى، ومصر لن تتدخل إلا بطلب الشعب الليبى.. وهذا هو الفرق بين مصر وتركيا.