رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

لا أنكر مفاجأتى بموافقة الدكتور يوسف والى أن يطفو بإرادته على سطح الحياة السياسية مرة أخرى، ويتحدث باستفاضة فى أمور لم يكن يتحدث فيها وهو على قمة السلطة لمدة 22 عاماً كنائب لرئيس الوزراء ووزير الزراعة وأمين عام الحزب الوطنى ونائب رئيس الحزب.. والمفاجأة لأن الرجل لم يسبق أن نطق يوم أن كان يجب أن ينطق فى قضايا كان هو المسئول الأول فيها، ورغم ذلك لم يتكلم، ولم يعرف عنه إنه كان متكلماً، واكتفى دائماً فى الاجتماعات وأمام الكاميرات بابتسامة أقرب ما تكون إلى ابتسامة البلياتشو الحزين لما يجرى فى السيرك العظيم لنظام حكم مبارك!

فهل أراد الدكتور «والى» فى حواره مع الزميل متولى سالم فى «المصرى اليوم» تبرئة نفسه من اتهامات مالية؟.. أم أنه أراد أن يتبرأ من اتهامات سياسية؟.. ربما الحالتان.. خاصة أنه تحدث طويلاً عن الميراث التاريخى لعائلته من الأراضى الزراعية الذى تراوح ما بين 35 ألف فدان و16 ألف فدان حتى وصل ما يمتلكه هو شخصياً منها 35 فداناً.. وربما كذلك أراد أن ينفى اتهامات ترسخت لسنوات حول أصوله اليهودية، وأنها كانت الدافع لاستيراد الكيماويات والتقاوى الإسرائيلية المسرطنة، إنه انتماؤه اليهودى!

ولكن القضاء برأ «والى» مما نسب إليه من اتهامات مثله مثل الكثير من رموز نظام مبارك.. وبطبيعة حالته الصحية والسن، الرجل ليس لديه طموحات سياسية، ولا يتطلع لأى دور، مثل رغبة الكثيرين من رجال مبارك الذين عادوا أو يرغبون فى العودة.. كذلك هو لم يكن محباً للكلام أو الظهور فى الإعلام.. ولا كان محارباً ولا معادياً لأحد إلى حد الصراع بما فى ذلك الإخوان الذين كانوا مجرد خصوم سياسيين لا أعداء شخصيين.. ولم يحدث أن أثار مشكلة كبيرة، غير متفق عليها، بينه وبين المعارضة، بل كان على علاقة صداقة مع أكثر رموزها.. ولهذا لا أعرف حقيقة الأسباب التى دفعته إلى أن ينطق ويتحدث الآن؟!

ومهما كانت أسباب الوزير والى التى دعته للكلام، فإن حديثه فى حد ذاته سابقة مهمة لم يفعلها أحد قبله من رجال مبارك الكبار.. مع أن الحوار لم يكن شاملاً ولم يناقش الكثير من التفاصيل، واكتفى بأن يتناول عناوين رئيسية وإن شئت الدقة اتهامات كبيرة فى مسيرة الرجل، ولكن تظل أهمية الحوار فى إمكانية أن يستفز آخرين من كبار المسئولين فى نظام مبارك المهمين ليقولوا كلمتهم.. سواء كانت هذه الكلمة مذكرات أو ذكريات أو آراء عامة.. ففى ذلك أهمية سياسية وتاريخية لما كان يجرى داخل هذا النظام!

وأعتقد أن نظام مبارك يحتاج إلى التأريخ فلم تكن كل سنواته جرائم ولم تكن كذلك بيضاء.. ولا شك فى أن 30 سنة فيها الكثير والكثير ولهذا فإن أخطر ما قاله الوزير والى، الذى يدعو للحزن حقيقة، ويضع ألف علامة استفهام لما قام به قبل عامين فقط من تمزيق كل المراسلات التى كانت بينه وبين الرئيس مبارك بدعوى أنه «زمن وانتهى» كما قال بالحرف، مع أنه كان، كما قال.. «كنت مسئولاً عن جميع ملفات الدولة وليست ملفات الزراعة فقط»!!.. فهل طلب منه مبارك شخصياً ذلك، وهو الذى كان دائم الاتصال به، ويسأل عنه.. وهل مبارك فعل نفس الشىء.. فقد كان على قمة السلطة هذه السنوات الطويلة، ومع ذلك لم نعرف أنه ترك ورقة واحدة أو وثيقة واحدة؟!

[email protected]