رؤى
تابعت خبر اجتماع رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى مع وزير النقل، ورئيس الهيئة العربية للتصنيع، ورئيس شركة سيماف، الذى استعرض فيه تطوير خطوط الإنتاج بشركة سيماف بما يؤهلها لتصنيع عربات القطارات، عملية التطوير والتحديث سوف تتكلف 55 مليون يورو، وتمكن المصنع من انتاج ألف عربة سنويا (ركاب، قوى، مترو، ترام، بضائع، مونوريل) بدلا من انتاج 300 عربة فقط. خطة تطوير الشركة تشمل تحديث خطوطها بما يتوافق وأحدث الخطوط العالمية، فنيا وتكنولوجيا، عملية التطوير والتحديث تنتهى مع نهاية شهر أكتوبر القادم.
المؤكد أن هذا الخبر يسعد أى مواطن يأمل فى توطين معظم الصناعات فى بلاده، لأن عملية التوطين تعنى أولا اتاحة فرص عمل لأولادنا الشباب، ثانيا توفر على خزينة الدولة ملايين الدولارات التى نستورد بها ما نحتاجه من معدات وآلات وغيرها. وتعنى ثالثا امكانية تصدير ما يزيد على حاجتنا وادخال ملايين الدولارات إلى البلاد، وقد سبق وطالبنا هنا أكثر من مرة بتوطين هذه الصناعات الثقيلة فى مصر وربطها بالصناعات الصغيرة المغذية لها.
ما يهمنا فى هذا السياق ان نلفت نظر الحكومة إلى أهمية انشاء الصناعات المغذية قبل بدء تشغيل المصنع، وادراج المصانع الصغيرة المغذية لصناعة عربات القطارات ضمن خطة تطوير شركة سيماف، الحكومة مطالبة بانشاء منطقة صناعية لتصنيع ما يلزم صناعة القطارات، على سبيل المثال اقامة مصانع لصناعة: هيكل الكراسى، تنجيد الكراسى، فرش العربات، أكر الأبواب، دورات المياه، النوافذ، الأبواب، زجاج النوافذ والأبواب، أجهزة فتح واغلاق الأبواب إلكترونيا، الفرامل، وغيرها من مستلزمات صناعة العربات.
تقوم الحكومة بتجهيز كل مصنع بخطوط انتاجه وتمليكه للشباب بأقساط سنوية، كما تقوم بتدريب هؤلاء الشباب وبعض العمالة فنيا على خطوط الانتاج فى الخارج، بحيث يتمكن الشاب وبعض من يعملون معه فى المصنع الصغير من تشغيل المصنع وانتاج ما تحتاجه شركة سيماف بمواصفاته الفنية والعالمية، وأيضا تدريبهم على كيفية صيانة خط الإنتاج وتغيير قطع غياره، صحيح إن هذا الأسلوب سوف يكلف الدولة مبالغ مالية كبيرة، لكنه فى النهاية سوف ينشئ صناعات تكاملية تؤسس لقاعدة صناعية وطنية كبيرة، توفر ملايين الدولارات التى ندفعها لشراء العربات وشراء قطع الغيار، اضف إلى ذلك أنها سوف تستوعب ألافا من العمالة المهرة.
نعتقد أن فكرة قيام المصنع بتصنيع المعدة من الألف إلى الياء لم تعد موجودة، ومعظم البلدان تقيم صناعتها على الأسلوب التكاملى، حتى لو كان التكامل يقام بين مصانع فى بلدان ودول مختلفة.