رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

حين كنا نشاهدها، الدهشة.. بل قل الذهول هو ردة الفعل التى كانت تعترينا، ونحن نرى المدن الكبرى وقد خلت من سكانها، وتحولت إلى مدن للأشباح، الموتى فى كل مكان، ومن على مشارف الموت تحولوا إلى «زومبى»، أو إلى وحوش يأكل بعضها بعضاً، الوحشية والدماء تغطى كل تفاصيل الحياة، ودوماً نفر قليل هم الناجون فى تلك الأفلام الأمريكية للخيال العلمى أو للرعب، هناك دوماً فيروس أو مرض غامض يجتاح العالم، يهلك شعوبه وحرثه ونسله، فتفقد كل ماديات الدنيا قيمتها، ويبقى شىء واحد فقط له القيمة الأعلى، الحياة.. الحياة نفسها مجردة، فلا صراع على مراكز.. نفوذ.. سلطة.. مال، صراع أوحد يبقى.. التوصل إلى دواء ينقذ من الموت.

قليلون منا يعيشون بمشاعرهم تفاصيل تلك الأفلام، ويتخيلون إمكانية حدوث ذلك فى الواقع، ويصابون ببعض الرعب الممزوج بالعظة، فيتذكرون الآخرة، يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه، وكل من يعرف، ويصيح.. نفسى نفسى، فيحاول هؤلاء إصلاح أنفسهم وما أفسدوه فى دنياهم ودنيا الآخرين بسلوكياتهم الخاطئة وأخلاقياتهم المنحرفة، أما الغالبية العظمى، فهذه الأفلام لا تمثل لها سوى متعة الإثارة، وقضاء وقت مع بعض المسليات من الفشار والمحمصات، ولكننا ها هنا الآن نعيش فى تفاصيل حقيقية، نموذج حى من تلك الأفلام المريعة، فيروس قاتل.. تفشى فأفنى.. دون تفريق بين عمر ولا أصحاب مراكز أو مال.

ولأننى أتحدث منذ بداية سلسلة مقالاتى عن نظرية المؤامرة، التى أعتقد كثيراً أنها تقف وراء انتشار «كوفيد 19»، ولأننى لا أعتقد أبداً أن أى فيلم للخيال العلمى هو محض خيال من الكاتب أو السينارسيت فقط، بل مستمد من معلومة ما واقعية، وتم البناء الدرامى عليها، فأى قصة أو رواية، لا تنجو أبداً فى جزء ما منها من شخصية الكاتب، أو تجاربه الحياتية، أو مخزونه الذهنى من تجارب الآخرين، ومن هنا أشير بأصابعى إلى هذا الكم من الأفلام الذى يدور حول ظهور أمراض تقضى على العالم، أو على جزء منه، وكلها تنبأت بما نعانيه الآن مع كورونا.

فهذا فيلم إنفلونزا قاتله The Flu، وفيلم حجر صحى عام 2007 Quarantine وفيلم «وباء» أو Contagion وكذك فيلم «أنا أسطورة» وفيه انتشر فيروس غامض نتيجة حدوث خطأ فى تجارب واختبارات معملية طبية، فيقضى على الجميع فى ولاية نيويورك، ويكون الناجى الوحيد فى المدينة هو البطل الاختصاصى فى مجال الأوبئة مع كلبه وسط فراغ ودمار شامل يمتد إلى 90% من العالم، ويحاول البطل التوصل إلى مصل ينقذ به باقى البشرية، ويكتشف أن الفيروس القاتل تم إنتاجه من عمليات تعديل فى الخصائص الوراثية لفيروس الحصبة لاستخدام هذا التعديل فى علاج السرطان، ولكنه أدى إلى نتائج كارثية.

وفيلم يوم القيامة عام 2008 Doomsday الذى أرى أنه اقترب كثيراً من السيناريو الذى نعيشه أيضاً مع كورونا، حيث ظهر فيروس مجهول قاتل ينتشر بسرعة وسهولة عبر كل شىء، الهواء.. اللمس استخدام أدوات المريض، ويقتل المصابين فى غضون أيام، وأشار الفيلم إلى أن الخفافيش هى مصدر الفيروس، وهو ما يشبه أحداث اليوم أيضاً، وأصيب العالم بالرعب، وانهارت نظم وفنيت شعوب، وكان الصراع أيضاً على التوصل إلى مصل ينقذ العالم، وأيضاً فيلم «تفشى الوباء» Outbreak عام 2013 وهو قريب أيضاً من أحداث «كورونا» ففيه ظهر فيروس بأمريكا عرف باسم «موتابا»، وظهر أولاً فى «زائير»، وانتقل إلى أمريكا مع نقل قرد مصاب به لإجراء التجارب عليه، وتتسارع رقعة المرض ويقف علماء وجيش أمريكا فى مواجهته، وفيلم قطار إلى بوسان Train to Busan عام 2016، ويدور أيضاً حول انتشار مرض قاتل يحول البشر إلى زومبى عبر عض المصاب للأشخاص الآخرين.

وللحديث بقية

[email protected]