رؤى
أثار الإعلامى محمد غانم فى برنامجه الجدعان المذاع على قناة القاهرة والناس أول أمس قضية الأراضى الصالحة للزراعة فى شمال سيناء، وتحديدًا فى منطقة رابعة وبئر العبد، وهى فى ظنى على قدر كبير من الأهمية لأنها تضع يدك على المعوقات الحكومية الحقيقية للاستثمار فى مصر.
المشكلة ببساطة أن الحكومة ممثلة فى وزارة الزراعة أعلنت عن مزاد لبيع أراضٍ تصلح للزراعة وليست مستصلحة فى شمال سيناء، وبيع الفدان فى منطقة بئر العبد ورابعة لغير السيناويين بسعر 283 ألف جنيه، وبنسبة مقدم وقسط سنوى، هذا المزاد عقد فى شهر مايو سنة 2017، يعنى منذ ثلاث سنوات، منذ تاريخه والأراضى كما هى كما يقولون «كوم رمل» لماذا؟، لأن الحكومة ممثلة فى وزارة الزراعة قبضت الفلوس وأعطت ظهرها للمشترين وللذين قاموا بتأجير بعض المساحات بسعر 6500 جنيه.
كان من المفترض أن تقوم الحكومة بمد طرق رئيسية وفرعية للأرض، وكان يجب أن تقوم بتوصيل المياه للرى، وكان من المفترض أن تمدها بالمرافق، وكان وهو الأهم أن تسهل للمشترين دخول سيناء والخروج منها بمستلزمات الاستصلاح ومعداته بشكل سلس وآمن، أضف إلى كل هذا أن الحكومة ممثلة فى وزارة الزراعة لم تحدد الأرض للمشترين.
الطريف فى هذه القضية أن الحكومة عندما أعلنت عن المزاد فى شهر مايو سنة 2017، أعلنت قبل شهر منه عن مزاد خاص بأبناء سيناء فقط، طرحت عليهم مساحات مماثلة، بسعر الفدان 36 ألف جنيه، وبسعر ألف جنيه فقط كحق انتفاع، يعنى بأقل ثماني مرات من سعر الفدان الذى باعته لأبناء الوادى.
ادينى عقلك وقول لى: ما هو الاسم الذى يمكن أن تطلقه على ما قامت به الحكومة ممثلة فى وزارة الزراعة؟، وماذا لو كان أحد المواطنين هو الذى قام بما قامت به الحكومة؟ المستثمرون تقدموا حسب كراسة الشروط واشتروا المساحات التى تناسبهم، وانتظروا الحكومة تقوم بالمطلوب منها: المرافق، الطرق، المرور الآمن، مد المياه، لكن الشهور مرت ومن بعدها السنوات، وطال الانتظار، والحكومة لم تحرك ساكنًا، ضربت القرشين فى جيبها وقالت للمستثمرين اخبطوا راسكم فى الحيط.
هذه المشكلة سوف تفقد ثقة المستثمرين تمامًا فى الحكومة، خاصة المستثمر الأجنبى، كيف سيقدم على الاستثمار فى استصلاح الأراضى أو إقامة مشروعات زراعية أو صناعية فى ظل حكومة لا تفى بوعودها، وهمها الأكبر أن تضرب القرشين فى جيبها.
استدراك: نعتقد أن برنامج الجدعان للإعلامى محمد غنيم هو أفضل برنامج يمكن أن تتابعه فى الفترة المسائية، ونتمنى من طارق نور صاحب القناة أن يحافظ على البرنامج بقوته الحالية وأن يتيح له فرصة العرض اليومى.