رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

اشتعلت فى أمريكا زوبعة سياسية ساخنة، ملخصها أن الإدارة الأمريكية كانت تعلم بوجود فيروس كورونا قبل عام من الإعلان عن ظهوره فى العالم!

وهى واقعة خطيرة.. كشفها الصحفى الأمريكى «ديك أوليغير» فى فيديو نشره على السوشيال ميديا فى أمريكا وانتشر منها إلى العالم، يؤكد فيه بالوثائق الرسمية اعترافا رسميا من الكونجرس الأمريكى بمعرفة فيروس كورونا قبل ظهوره فى العالم بـ 11 شهراً.. ويتساءل، فى إشارة لا تخلو من اتهام غير صريح.. كيف يتبنى الكونجرس قانون «الإعانة والإغاثة والأمن الاقتصادى الخاص بفيروس كورونا»، والمعروف باسم قانون كيرز(CARES ACT H.B. 748 )  والذى وقعه الرئيس دونالد ترامب فى البيت الأبيض فى يوم 27 مارس 2020، وهو نفس مشروع القانون الذى تم تقديمه للكونجرس فى 24 يناير 2019 بينما فيروس كورونا ظهر أول مرة فى العالم فى ديسمبر 2019؟!

وقانون «كيرز» هو اختصار لاسم القانون «الإعانة والإغاثة والأمن الاقتصادى الخاص بفيروس كورونا»، والذى وافق الكونجرس على القانون لاعتماد وتخصيص مبلغ 2 تريليون دولار لدعم العمال الأمريكيين والأعمال والمشروعات الصغيرة، والمؤسسات والشركات لمواجهة توقف وتأثر النشاط الاقتصادى فى البلاد بسبب جائحة كورونا.. وهو القانون الذى قدم مشروعه النائب الديمقراطى  جو كورتنى وهو ممثل ولاية كنيكتيكت، فى يناير 2019، بينما العالم لم يعرف ولم يشعر ولم يسمع بوجود حاجة اسمها فيروس كورونا إلا فى ديسمبر 2019!

ويدعو «أوليغير» إلى زيارة الموقع الحكومى الرسمى للكونجرس على شبكة الانترنت وعنوانه (congress.gov) لاكتشاف الحقيقة، وهو الموقع الذى يوثق كل اعمال الكونجرس الأمريكي.. ويطلب بالبحث فى الموقع عن ( H.R.748 ) وفى الصفحة ملخص للقانون، أما المراحل التى مر بها منذ أن كان مشروعاً حتى الموافقة عليه من الكونجرس وتوقيعه من الرئيس الأمريكى بتاريخ 27/3/2020 يكون بالدخول على أيقونة التسلسل التاريخى (Actions45 ) فى نفس الصفحة،  حيث يظهر بالفعل انه تم تقديمه فى 24يناير 2019 بينما الفيروس ظهر فى ديسمبر  2019يعنى قبل ظهور الفيروس بحوالى 11 شهراً!

فهل يمكن أن يكون كلام هذا الصحفى صحيحاً؟.. الحقيقة إنه غير صحيح وإنه جزء من معركة خفية لا تعرف من أطرافها داخل أمريكا.. ولا تعرف من المقصود فيها هل هم اشخاص من الحزب الديمقراطى المنافس للرئيس الأمريكى فى الانتخابات الرئاسية القادمة، يستخدمون ضده كل الأسلحة، الممكنة، وأقذرها، فى معركة يبدو فيها ترامب يصارع فيها الديمقراطيون وفيروس كورونا للفوز بفترة رئاسية ثانية؟.. أم أن هناك أجنحة داخل الحزب الجمهورى الذى يمثله الرئيس لا يريدون له الفوز ويريدون هزيمته.. ليس بالمرشح الديمقراطى جون بايدن فقط بل بفيروس كورونا.. ولكن لصالح من؟

وعندما بحثت عن حقيقة الموضوع وجدت وكالة رويترز، وهى أكبر وأشهر وكالة أخبار فى العالم، أكدت أن هذا القانون تم تقديمه بالفعل فى يناير 2019 ولكن باعتباره قانون «الإلغاء الضريبى للمزايا الصحية للطبقة الوسطى». وعندما تفشى مرض كورونا وتأثر الاقتصاد تم تغيير محتوى القانون بمواد إغاثية تتوافق مع جائحة كورونا، وإن ذلك من الأمور المعتادة فى الكونجرس!

وما يهمنا فى هذه المعركة.. ثلاثة أشياء.. أن ما ينشر عبر السوشيال ميديا، ليس كله صادقا، ولا يجب التعامل معه كحقيقة حتى يمكن التأكد منه.. كما فعلت عندما شاهدت الفيديو، وقمت بالدخول على موقع الكونجرس ثم بحثت عن الموضوع وعرفت حقيقته.. كما أن السوشيال ميديا تهدد كل الدول.. الكبيرة والصغيرة، ولا أحد يعرف الاطراف الخفية التى وراء منشوراتها.. ولكنها هى أضعف بكثير من أن تهدد الدول القوية بمؤسساتها.. وأخيراً فإن مواجهتها لن يكون سوى بالحقيقة.. ولا شيء آخر! 

[email protected]