رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

ربما.. لا يوافقنى الكثيرون فى الكلام الذى سأقوله عن وزير التعليم.. وربما سيتهمنى البعض بأن بينى وبين الرجل مصالح.. وهو لا يعرفنى ولا أعرفه، وكل الذى يهمنى فى كلامى هو توضيح نقطة مهمة جدا، وهى ليست نقطة جديدة، ولكن أردت التأكيد عليها.. وتدور حول الأسباب التى يمكن أن تجعل الدول أكثر قدرة على الصمود فى مواجهة الأزمات الطارئة، والمفاجئة، مثل أزمة فيروس كورونا.. ولو تصورنا أن هناك شخصاً عادياً مثل الملاك لا علاقة له بلعبة الملاكمة وفرض عليه فرضاً منازلة ملاكم محترف.. فماذا سيكون مصيره؟

وهكذا كان وضعنا أمام كورونا.. ولو كان وزير التعليم، الدكتور طارق شوقي، مثل غيره من وزراء التعليم السابقين العاديين، اشتغل على المنظومة القديمة وريح دماغه، ولم يفكر مجرد التفكير فى تطويرها أو زحزحتها عن مكانها.. لجاءت جائحة كورونا والطلاب كما هم لا يعلمون شيئا عن التعليم الإلكترونى ولا التعليم عن ُبعد، ولا التابليت.. وغير ذلك، وظلت كل علاقتهم بالتعليم كما كانت، محصورة فى الكتاب المدرسى والسبورة والطباشير.. فمن المؤكد أن وضعهم مع اجتياح كورونا سيكون صعباً.. ولن يستكملوا مراحلهم التعليمية.. وكذلك الوزارة كانت ستواجه ازمة أكبر ما لم تكن مستعدة بهذه البنية الرقمية من مواقع ومنصات تعليمية ومكتبات إلكترونية.. وحتى لو كانت غير مكتملة، وحتى ولو كانت منقوصة، فإن تأسيس هذه الأرضية الالكترونية، والتى يمكن البناء عليها بسهولة.. ساعدت بلا شك الطلاب والمدرسين والوزارة وأولياء الأمور بقليل من التدريبات والتمرينات على مواجهة هذا الملاكم المحترف.. كورونا!

صحيح.. أن الوزير لم يكن يستطيع أن يفعل ما فعله دون قناعة من الرئيس السيسي، وبموافقته ودعمه لتمويل هذا التطوير، خاصة قد سبق وأن مررنا بعشرات المحاولات لتطوير التعليم.. وكلها فشلت، إلى حد أن عبارة تطوير التعليم فقدت معناها من كثرة تداولها بين الوزراء، ومن كثرة عدم تطبيقها، ولم يستطع واحد منهم أن يحول التطوير من الحالة النظرية إلى العملية، ويستفيد من توصية واحدة من توصيات عشرات المؤتمرات والندوات التى كلفتنا الملايين حول تطوير التعليم.. بل فى كثير من الأوقات كان طرح الوزير لموضوع تطوير التعليم على رئيس الدولة كافياً لخروجه من الوزارة مع أول تعديل!

ولهذا.. فإن وزارة التعليم تعتبر نموذجاً مثالياً لما يجب أن تكون عليه كل وزارة.. وخصوصا الوزارات الانتاجية.. فإذا تصورنا، لا قدر الله، أن فيروس كورونا استمر فى اجتاح دول العالم لمدة طويل، بشكل أفقد الكثير من الدول التى نستورد منها السلع الأساسية مثل القمح والزيت والسكر.. على إنتاج هذه السلع بوفرة، واكتفت بالقليل الذى تنتجه للاستهلاك المحلى وتوقفت عن تصديره.. وهو أمر يمكن أن يحدث بسهولة.. فماذا سنفعل؟

 

الحقيقة المرة.. أن فيروس كورونا خطير على صحة الشعوب، ولكن الأكثر مرارة خطورته على مستقبل الدول ومصيرها.. وربما لا يعلم الكثيرون من الشعب المصرى أن بلدهم الآن واحدة من أهم الدول التى تصدر الفاكهة والخضراوات فى العالم وتعتمد على منتجاتها دول فى أوروبا والخليج.. ولهذا نحتاج إلى العمل على تصور متشائم ولكنه مفيد.. وهو أن الدول التى نستورد منها الكثير من السلع توقفت عن التصدير وذلك يستلزم منا التخطيط للاكتفاء الذاتى من هذه السلع التى نستوردها.. فبعد كورونا نحن لا نعرف ماذا يخبئ لنا المستقبل من كوارث طبيعية وغير طبيعية.. وإن ما فعلناه فى التعليم، وفى مجالات أخري، نحتاج تطبيقه فى كل المجالات.. فنحن لا نعرف من سنواجهه فى الحلبة.. ملاك أم ملاكم!