رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

للحق لم أستسغ عبارة الجيش الأبيض، التى أطلقها البعض تعبيراً عن امتنانهم للتضحيات والجهد الذى يبذله الأطباء ومعاونوهم من الممرضين والممرضات فى مواجهة جائحة كورونا.

كلمة الجيش – فى تقديرى – لا تطلق الا على الجيوش المكونة من ضباط وجنود وعتاد، من اجل الحرب سواء للدفاع او للهجوم حسب الظروف والأحوال. فالجيش هو الجيش المحارب، ورغم ذلك فقد تم تجاوزاً إطلاق كلمة الجيش أحياناً، فقيل إنه جيش من الجراد، وجيش من الفئران، وجيش من الأعداء، وهكذا... والقصد فى جميع هذه التسميات هو الاشارة للاعتداء الواقع على الوطن والمواطنين. وعلى اى حال، لم يكن هذا الا من باب التجاوز ليس إلا، لأن الجيش مهمته الأولى والأخيرة الدفاع عن أرض الوطن وأمن وأمان المواطنين.

أنا لا أقلل من التضحيات التى يقوم بها الأطباء ومساعدوهم من الممرضين والممرضات فى مواجهة كورونا، ولكن لكل عمله الذى يحمد عليه، فليس من عمل الأطباء أو معاونيهم الحرب بمعناها العسكرى المعروف حتى نطلق عليهم كلمة جيش، فان مهمتهم المعروفة للجميع هى معالجة المرضى، أياً كان هذا المرض حتى إن وصل حد الوباء كجرثومة كورونا التى اجتاحت العالم كله من مشرقه إلى مغربه. فمن غير المستساغ استعمال عبارة الجيش الأبيض – كنوع من التزلف– فى اشارة للدور العظيم الذى تقوم به الاطقم الطبية فى مواجهة كورونا.

هناك أسماء عديدة لا تقل فخراً وعزاً يمكن ان نطلقها على الاطباء ومعاونيهم من الممرضين والممرضات، كأصحاب الرداء الأبيض أو ملائكة الرحمة، هذه الأسماء –فى تقديرى– لها من الخصوصية ما يمكن ان تتميز به الأطقم الطبية عامة على دورهم المشرف الذى يقومون به فى علاج الأمراض والأوبئة، والذى لا يقل فى اهمية عن دور المحارب فى الجيش، ولكن لكل دوره فى خدمة الوطن، فالجيش المحارب له دوره فى الدافع عن الدولة وحدودها من خطر الأعداء، والاطقم الطبية لها دورها فى حماية المواطنين من الأمراض والاوبئة.

صحيح ان الجيش المصرى، قام بأعمال مدنية عديدة فى مواجهة كارثة كورونا التى نعيشها حاليا، ولكن هذا الأمر لم يكن مقصوراً على مصر وحدها، فأغلب دول العالم استعانت بجيوشها لمقاومة تلك الجرثومة القاتلة. فقد قام الجيش المصر بتطهير وتعقيم العديد من الأبنية الضخمة، والشوارع الكبرى، والأماكن النائية مترامية الأطراف لصعوبة تطهيرها من الجهات المدنية المختصة ممثلة فى وزارة الصحة او الادارات المحلية والأحياء، فلدى الجيش المصرى أعمال مدنية عديدة يقوم بها فى ظروف الثورات والاضطرابات والكوارث.

أعود فأقول.. ان كلمة الجيش لا يمكن ان نطلقها الا على القوة العسكرية التى تتكون من الضباط والجنود والمعدات العسكرية، اما ان تطلق على اى فئة أخرى او جماعة، فهذا–فى تقديرى – يعتبر نوعاً من أنواع التزيد، والذى قد يفهمه بعض المغرضون بمعنى غير محمود. فكما سبق القول، الأطباء ومعاونوهم لهم دور عظيم فى علاج آحاد الناس وفى مواجهة الأوبئة كوباء كورونا اللعين، وهم يضحون بحياتهم من اجل راحة المواطنين، وهذا الدور لا يقل اهميه عن دور الجيش المصرى العظيم، والذى أبلى فيه –كما عهدنا– بلاء حسن، سواء فى زمن الحرب ضد الأعداء، أم فى الظروف الاستثنائية التى نالت من أمن وأمان الوطن والمواطنين.

خلاصة القول.. هناك أسماء عديدة يمكن ان نطلقها على الاطباء ومعاونيهم من الممرضين والممرضات، كأصحاب الرداء الابيض او ملائكة الرحمة، فلهذه الأسماء نوع من الخصوصية، ويمكن ان نميز بها تضحيات الاطقم الطبية فى مواجهة الأمراض عامة، ووباء كورونا بصفة خاصة.

وتحيا مصر.