رؤى
سعدت جدا بالأخبار التى نشرت عن وزارة الزراعة حول ارتفاع صادرات مصر الزراعية خلال الفترة الماضية، ووصولها إلى العديد من البلدان الأوروبية والعربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا ونيوزيلندا واستراليا وغيرها، وقد صدرت مصر خلال الشهور الماضية حوالى 2.2 مليون طن، وسبب سعادتى ليس فى زيادة الإقبال على المحاصيل المصرية من خضراوات وفواكه وغيرها، بل فى تدارك الوزارة الأخطاء التى كنا نقع فيها خلال السنوات الماضية، وتتسبب فى رفض بعض البلدان العربية والأجنبية المحاصيل واعادتها مرة أخرى إلى البلاد.
وقد كتبنا هنا أكثر من مرة ونبهنا لخطورة رفض المحاصيل وتأثيره على سمعة مصر الزراعية، وبالتالى اغلاق مورد لتوفير ملايين الدولارات لخزينة الدولة نحن فى أمس الحاجة إليها، وأذكر أننا طالبا خلال هذه المقالات، التى كتبناها مع رفض بعض المحاصيل، بعودة الإرشاد الزراعي إلى الحقول، فحص المحاصيل المعدة للتصدير بشكل جيد، التأكد من خلوها من المبيدات والأمراض، وطالبنا بمحاكمة ومعاقبة المسئولين عن عودة محصول ما من الخارج إلى البلاد، سواء كان المزارع الذى أسرف فى رش المبيدات او الرى بمياه المجارى، أو الشركة التي قامت بتصديره، أو المسئول فى الميناء أو الحجر الزراعي الذي سمح بخروج الكمية من البلاد.
رفض محصول بسبب زيادة المبيدات أو وجود فطريات أو ريه بمياه الصرف يضر بسمعة مصر، ويعنى أن مصر ليس بها متخصصون يمكنهم اكتشاف هذه السلبيات فى الحقل أو في المخازن أو في الميناء قبل تصديرها، وربما بها ولكن لا أحد يقوم بوظيفته لأنه لا يجد من يحاسبه في الوزارات المعنية، سواء في وزارة الزراعة أو في وزارة التجارة.
وللأسف الشديد، سواء كان الجهل أو الإهمال السبب في رفض المحاصيل المصرية، فالخاسر الوحيد في هذه الوقائع هو الوطن، حيث تشوه سمعة محاصيله، وبالتالي مؤسساته المعنية، كما أن هذه الوقائع تحرم خزينة الدولة من دولارات هي في أشد الحاجة إليها.
اليوم وبعد الاعلان عن زيادة الصادرات، يجب أن نحيى الجهد الذى قامت به وزارة الزراعة بهيئاتها المختلفة، برئاسة وزير الزراعة الحالى، ونعتقد أن اختيار وزير من خارج الكادر الجامعى أفاد الوزارة بشكل جيد، خاصة أن الوزير الحالى يشهد له بكفاءة خلال عمله السابق، وأغلب الوزارات المصرية تحتاج لشخصيات تديرها بمنطق المكسب والخسارة، فليست الوزارات بمؤسساتها كلية والوزير عميدها يجلس فى مكتبه يمارس أستاذيته على مرؤوسيه.