رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أنا الوحيدة فى العالم الأكثر سعادة بقدوم الوحش الكاسر الذى التهم أكثر من مليون بشر من كل الدنيا فى ايام معدودات.. بت أكثر استقرارا وأحسن صحة وأفضل حال، جاء الفيروس ومعه الخير كله، لم شمل الأسرة واحتلت النظافة الشخصية والعامة جزءا كبيرا من حياتنا، وحاز جهازى الهضمى على أكبر قسط من الراحة بعيدا عن الوجبات الجاهزة التى أنهكته منذ أعوام مضت، كنت لا أرى والدى الا قليلا جدا، لا أتحدث معه الا تليفونيا، اضحيت نتبادل أطراف الحديث بالساعات حتى وان كان عن الوباء العالمى، فالكلام معه وجها لوجه له مذاق مختلف، ومتعة لا تضاهيها كنوز الدنيا.. أما والدتى فاقتربت منها أكثر وأكثر، بعد أن كان معظم وقتها ضائع بين العمل والنادى، وأسهل جملة على لسانها «حنطلب ديليفرى» الحياة اختلفت تماما.

أمام «كورونا» تساوى كل خلق الله.. المليونير والمعدم.. لا مكان للشفاء سوى المستشفيات الحكومية، لا تفكير ولا نية فى السفر للعلاج فى الخارج، فنحن ولله الحمد أفضل من كل دول العالم فى الإصابات، فضلا عن عدم وجود عقار واحد فى الكون للشفاء منه.. صرنا نخاف على الآخرين قبل أن نحمى أنفسنا فاعتدنا على زرع مسافات بيننا، فى اللقاء والكلام والسلام. كل شباب مصر فى الداخل والخارج أدركوا قيمة ام الدنيا..

المغتربون تمنوا الموت على أرض المحروسة وسط الاهل والاحباب، اما من كان يطاردهم حلم السفر للخارج للعمل والرزق والحياه الأكثر جمالا ورقيا، حمدوا الله على نعمة مصر حتى وان كانت الظروف «مطلعة عنيهم» استمتعوا بكل الاوقات وأصعب الظروف فبكرة نقول : فاكرين ايام كورونا..كنا متجمعين وعلى النظافة متحدين.      

ولا تنسوا أنه فى الوقت الذى يتوفى فيه شخص من فيروس كورونا، يتوفى أمامه العشرات فى حوادث الطرق وجرائم القتل والانتحار أو بأمراض أخرى إذن الموت مكتوب.. ولكل أجل كتاب وموعد عند المولى عز وجل.. مهما تحصنت فلن تتقدم أو تتأخر ساعة عن موعدك مع الله

كاتبة هذه السطور «مريم وليد» لم يتجاوز عمرها الـ١٧ عاما من المنصورية.. لم يكن بينى وبينها سابق معرفة.. قرأت رسالتها عبر البريد الإلكترونى الخاص بى، وطلبت منى أن انشره، لمست فى حنايا كلماتها ثلاث رسائل قوية:

الأولى: للآباء والأمهات الغافلين طول الوقت عن أبنائهم أفيقوا يرحمكم الله.

الثانية: غنى اليوم قد يكون فقير الغد، وفقير اليوم قد يكون غنى الغد، فدوام الحال من المحال.

الثالثة: الرضا ثم الرضا ثم الرضا.. لا تتعجل ولا يغرنك المال ولا الجاه ولا أعظم بلدان العالم ثروة ونعيم ولاتحزن عن امنيه لم تتحقق.. فما عند الله هو خيرا وابقى. «إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإن اللهَ_ عز وجل - إذا أَحَبَّ قومًا ابتلاهم؛ فمن رَضِيَ فله الرِّضا، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

[email protected]