رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

حين شاهدت الدكتورة هالة زايد تجلس مرهقة فى مطار روما،  وتضع يدها على  خدها، وتنظر إلى افق بعيد  تحسب  ربما، خطوتها التالية، ووددت أن تساعدنى تكنولوجيا الاتصالات على التواصل  الفورى معها، والطبطبة عليها وتقبيل رأسها، عبر الوسائط التى تمنع التلامس الحى والبشرى وفقا لتعليمات وزارة الصحة التى ترأسها الوزيرة ذات الهمة. .باتت وزيرة الصحة المصرية  أيقونة للجيش الأبيض الذى يخوض معارك جسورة متفانية، يجود بها بالجهد والعرق والدموع وحتى بالعمر، دفاعا عن الحياة، إن فى مصر أو فى خارجها، لمواجهة هذه الكارثة الكونية.

لم تعد وزيرة الصحة أيقونة لأسراب الطاقم الطبى المصرى فحسب، بل غدت رمزا لثقة المصريين فى وطنهم ودولتهم وحكومتهم للدور الطائر  التى تقوم به، عبر سماوات الأرض لتقديم واجب المساعدة  والغوث باسم مصر وشعبها للدول الأخرى الصديقة، لتثبت لمن تنقصه الأدلة، أن مصر دولة وحكومة وشعبا باتت  تقف على أرض راسخة، عصية على الكسر، بعد نحو سبع سنوات من  ثورتها ضد قوى الظلام الزاحفة مدججة بدعم غربى  مالى وسياسى، وتتسربل كذبا، وادعاء بالدين للقضاء عن الدولة الوطنية ليس فى مصر فقط، بل فى مجمل المنطقة  فيما سمى بثورات الربيع العربى.

تعرضت د. هالة زايد عند توليها منصبها لحملات هجوم شرسة، من النوع الثقيل بعضها حسن النية وأكثرها ليس كذلك، من  قبل الصحافة والإعلام تارة، ومن عدد  من أعضاء مجلس نقابة الأطباء بشكل متكرر. فى الحالتين  كان الهدف تحميلها مسئولية قصور القطاع الطبى المنهك  فى البلاد، الذى ورثت نقائص ترهله وإهماله وتراكم مشاكله منذ عقود. لم تترك تلك الحملات نقيصة إلا وألصقتها بإدارتها لمسئوليتها، لكن الوزيرة بفطنة وحكمة وذكاء  وانتماء  لوطن كانت الأوبئة الفتاكة فى عصور مضت، جزءا من تاريخه المرير، قررت فيما يبدو، أن تكون جزءا من الفعل وليست مجرد رد فعل، ولم تشأ أن تترك ساحة المواجهة للعمل فى مجال أكثر هدوءا وأقل انهاكا للجهد، وأكبر فى مزاياه واستقراره، وراهنت على العمل والانجاز فى قطاع من أكثر القطاعات احتكاكا  مباشرا  بالمواطنين، وصمدت فى وجه منتقديها، ربما امتثالا لقول أمير الشعراء أحمد شوقى:

بلادى وإن جارت علىّ عزيزة.. وأهلى  وإن ضنوا علىّ كرام

نفذت وزارة الصحة تحت قيادتها بكفاءة وتدرج وتخطيط الحملة الرئاسية 100 مليون صحة  للقضاء على فيروس سى، وتبعتها بنفس الكفاءة حملة متابعة صحة المرأة المصرية. وحين حلت جائحة فيروس كورونا، بدا القطاع الطبى المصرى ووزيرته  فى أبهى الصور، متناغما مع بقية مؤسسات الدولة فى حرب المواجهة، ما أشاع جوا من الثقة لدى المواطنين، والاطمئنان أن  مصر «مش قليلة» كما قال الرئيس السيسى، وأن مواجهة  الفريق الوزارى للوباء محكمة  الاستعداد  واحترافية وعلمية ولا عشوائية فى اجراءاتها، وأنه كان صاحب سبق فى الاستعدادات الاحترازية التى أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن، والاستعداد الكلى للتعامل مع تداعيات الأزمة على المستويين الصحى والاقتصادى.

التزمت وزارة الصحة منذ اليوم الأول بمبدأ الشفافية، والكشف عن الأرقام الحقيقية للإصابات والضحايا. والتعاون المستمر مع منظمة الصحة العالمية، لوضع خطط  أخرى موازية للطوارئ، توفر أسرة وغرف إنعاش وأجهزة تنفس كافية، لاسيما أن امكانية التوصل لعلاج ولقاح للفيروس، لاتزال قيد البحث والتجارب التى تحتاج إلى شهور للتيقن من فاعليتها.

وليس من سبيل لرد الجميل للوزيرة ذات الهمة، وطاقمها الطبى، أكثر من الالتزام الصارم، باحترام الحجر الصحى وشروطه لتقليل الضغوط عليهم، والتحلى بالوعى  لإفشال مساعى جماعة الإخوان من الاستغلال السياسى  للجائحة، بنشر الشائعات والدعوة للتمرد على تعليمات الحظر، التى تؤكد أن سبل المواجهة هى عمل من أعمال العلم، لا شأن للمهرجين من تجار الدين ومحترفى الارتزاق من الكوارث، سوى إدامتها لا مواجهتها!