رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المتابع للتطورات الأخيرة على الصعيد العالمى فى مجال الصحة والاقتصاد والمال والسياسة، يجد أن هناك ثوابت كثيرة ممن كانت تعد مسلمات لا يمكن المساس بها مثل: القوى الاقتصادية العظمى والعالم الافتراضى، وقوة المال والأعمال والتنين الأصفر..إلخ كلها تساوت فى التعرّض للخطر والخوف من المجهول فتعرض العالم لخطر الوباء الصحى المسمى فيروس كورونا المستجد COVID 19 أدخل معطيات جديدة على المعادلة لم تكن فى الحسبان. فلم يعد كونك مواطنًا أمريكيًا أو أوربيًا أو إفريقيًا أو غيره من أى بلاد العالم حاميًا لك من الإصابة بالفيروس، ولم تعد بلدك التى تصنف عملتها أو اقتصادها رقم 1 بالعالم بمأمن من الوباء والانهيار والكساد الاقتصادى. ولم تعد خطوط طيرانك هى الأسرع والأفضل والأكثر طلبًا.

ففى مواجهة الفيروس اللعين وسرعة انتشار الوباء الممرض وفترة الحضانة الطويلة نسبيًا، وعدم الوعى الكامل بكيفية المواجهة والتصدى أصبحت دول العالم كله سواسية فى المصيبة. ومن هنا تمت زلزلة عروش القوة والمال والاقتصاد والملوك والإمراء والمافيا والتجار والإعلام وغيرها من المؤسسات التجارية والصناعية والسياسية والإعلامية والخدمية والمستشفيات. وظهر كذب الأساطير المتعلقة بحقوق الإنسان وحق الحياة وكيفية الحفاظ على البشر وحماية حياتهم بمنتهى القسوة. فقد تركت بلاد مثل إيطاليا كثيرًا من المسنين والعجائز لمصيرهم المحتوم لعدم قدرتها على توفير أسرّة لمثل هذا العدد من المصابين يوميًا.

وظهرت الدول على حقيقتها عندما تم الاستيلاء على طائرة تحوى مواد طبية هبطت ترانزيت قبل الوصول لإيطاليا وزعمت الحكومة التشيكية انه تمت مصادرة محتوياتها بالخطأ وتم توزيعها على المستشفيات لديهم ولم تصل إلى وجهتها. واهتزت عروش أمريكا الاقتصادية والعالم كله بسبب حظر التصنيع والتصدير والاستيراد والسفر. وانخفض سعر برميل البترول إلى أقل حد ممكن وأصيب أمراء ووزراء وممثلون ورؤساء وموظفون وعمال وأطباء.

إن خطوات البلاد العربية لاتزال فى منطقة رد الفعل، فالكثير من الأفراد والجماعات الدينية التى اعتبرت أن توقف الصلاة والطواف حول الكعبة هو دليل غضب الله على البشر. وأن الدعاء لله بأن يزيل هذه الغمة والتضرع بالقنوت والصلاة وحده هو الكفيل بالحماية دون وجود سند حقيقى من علم أو أبحاث معملية مطبقة أو أمصال تم العمل على الكشف عنها من العلماء العرب مما يدل على أن نمط التفكير الغيبى إن لم يصاحبه علم صحيح وتوعية صحيحة وتفكير منطقى يعد ضربًا من الجنون. فكون الفرد فى البلاد العربية لا يهتم بإصابته بالفيروس من عدمه بحجة التوكل على الله أو الحرية الشخصية فهذا عمل لا يرضى الله فى شيء. الفيروس الضعيف سينحسر بإذن الله ولكن العقلية المواجهة لأى ظرف سواء كان وباء أو زلزال أو أعاصير أو كوارث بيئية أو أمراض لابد أن تتغير. فعالم ما قبل كورونا لن يكون أبدًا مماثلًا لعالم ما بعد كورونا. فنحن قد دخلنا فى عصر الوحوش البيولوجية والتى يمكن أن تقضى على عدوك بمنتهى السهولة بفيروس بسيط. وبالتالى فيجب الحرص والاهتمام بالعلم والعلماء والبحث العلمى وارتفاع ميزانياتهم وزيادة التخصصات فى فروع الميكروبيولوجى والهندسة الطبية واللقاحات والأمصال والمناعة وغيرها من الفروع الطبية المهملة فى البيئة العربية حتى لا نتعرض لا قدر الله فى السنوات القادمة لكارثة مماثلة تجعلنا ننتظر المصير المحتوم لأننا لم نستعد علميًا كما ينبغى.... فهل من مستجيب؟

---

مدرس علم النفس جامعة الإسكندرية