رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

نعم كورونا هذا الفيروس الشرس الذى هاجم البشرية جمعاء، ووضعها فى موقف الدفاع عن النفس بل الدفاع عن الحياة والنهضة والنماء والتقدم تجمع حوله مجموعة من الفيروسات المنافقة والانتهازية التى كانت مختفية فى ظل منعة الدول وقوتها، ولكنها بدأت تأخذ مكانها فى ظل هذا الفيروس، وهكذا سلوك الانتهازيين والمنافقين دائماً، فهم فى موقف المتحين والمتربص حتى إذا ما وجد الفرصة انقض على فريسته، فهؤلاء هم أخوات كورونا فى الشر.

ومن هذه الفيروسات فيروس الجشع، وهو جشع بعض التجار الذين يتاجرون بقوت الشعب، والذين بدأوا فى رفع أسعار السلع بطريقة مبالغ فيها ودون مبرر، مستغلين شراهة بعض المواطنين فى شراء السلع فى ظل خوف مبالغ فيه، فعلى كل إنسان أن يأخذ ما يكفيه ويترك الباقى لأخيه فلا خوف من نقص السلع، لأن الدولة تكفلت بذلك، ولا شك ان صريحات المسئولين فى كل وسائل الإعلام تفيد بذلك ولكن الأمر يحتاج إلى التعامل بكل شدة وحسم مع هؤلاء التجار الجشعين حتى يمكن تأمين سلامة وصول السلع إلى المواطنين بأسعار منا سبة.

وهناك أيضاً فيروس اللا مبالاة من بعض المواطنين ظناً منهم أن الأمر لا يعنيهم ولا يصيبهم، ولكن القاعدة الشرعية تقول لا ضرر ولا ضرار، فلا ضرر يقع على المواطن ولا يحدث الضرر لأخيه المواطن، وهذا الفيروس يمكن علاجه بالتوعية المستمرة فى وسائل الإعلام لأن الجميع فى مركب واحد.

وهناك أيضاً فيروس عدم الصبر على الإجراءات التى تتخذها الدولة، وهذا الأمر يمكن التأكيد عليه فى وسائل الإعلام، وكذلك فإن الصبر يأتى بالتصبر كما العلم يأتى بالتعلم، ويأتى الصبر أيضاً بالدعاء «ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا» آية 250 سورة البقرة، وإذا كان الصبر لغة هو أن يتحمل الإنسان ما يكره، فإنه يجب أن يكون صبراً جميلاً «فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون» سورة يوسف آية 18، والصبر سوف يعقبه الفرج بإذن الله ويرفع الله الغُمة عن الأمة.

وهناك أيضاً فيروس الشائعات التى تتبناه تلك الجماعة المارقة التى خلعت كل العباءات حتى عباءة الإنسانية، فأصبحت تتشفى فى حالات الوفاة، وتنتظر حالات الإصابة، وإذا كان العالم كله قد أسقط كل العباءات الطائفية والعنصرية وارتدى عباءة الإنسانية، إلا هذه الجماعة المارقة وأخواتها فى قناة الجزيرة، كأنهم تحالفوا مع الشيطان، فهم بحق إخوان الشياطين، وعلاج هذا الأمر يمكن بعرض الحقائق والمعلومات الصحيحة فى وسائل الإعلام بكل شفافية وتركهم فى غيهم أعانهم الله على أنفسهم.

وإذا كان هناك كثير من الفيروسات الانتهازية والمنافقة التى أصبحت تلازم فيروس كورونا، إلا أن أخطرها جميعاً هو تباطؤ عجلة الإنتاج فلا بد من دوران هذه العجلة دوراناً كاملاً حتى يمكن كفاية حاجة المواطنين، لأن الكل فى معركة ضد كورونا، فإذا كانت الجيوش فى الحروب تمشى على بطونها، فإن الشعب كله جند فى هذه المعركة، فلا بد من تأمين حاجة المواطنين، وهذا الأمر لا يتأتى إلا بضمان دوران عجلة الإنتاج ومتابعة حركة السلع فى الأسواق والتأكد من وصولها الى مستحقيها.

وهكذا فإننا لا يمكن أن ننتصر فى معركة كورونا بمواجهة كورونا بمفردها، ولكن لا بد من مواجهتها وأخواتها وإشهار السهام فى مواجهة كل هذه الفيروسات، فهى معركة شرسة وشاملة ولكل معركة أهدافها وخططها ورجالها.

 

لك يا مصر السلام وسلاماً يا بلادى

إن رمى الدهر سهاماً أتقيها بفؤادى