رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

 

 

قبل أن أتطرق لتناول وصف المشهد الحزين الذى ساد البلاد فى الأسبوع الماضى عقب وفاة الرئيس الأسبق محمد حسنى، أود أن أوجه التحية للرئيس السيسى الرئيس الإنسان الذى يدرك قيمة المحارب جيدًا لما قام به تجاه مبارك كرئيس سابق ومحارب قوى فأقام له جنازة عسكرية تليق بمحارب ومقاتل شارك فى حرب أكتوبر المجيدة ومعركة طابا وكيف نجح فى استعادة ما بقى من سيناء واستعادتها للسيادة المصرية.. فأنا الآن لست بصدد الدفاع عن أحد أو تأريخ مسيرة مبارك، ولكن أقول بعين الراصد لما يدور فى المجتمع أن ما حدث طوال الفترة السابقة يؤكد أن مبارك لم يخن ولم يترك بلاده ويهرب بل واجه أمواجًا عاتية كادت أن تغتال الوطن، فالمشهد الذى كان عليه المجتمع المصرى والحالة الحزينة التى انتابت الجميع، والصورة التى كانت عليها مصر. فى الأسبوع الماضى أظهرت مدى ترابط المصريين، وأظهر المشهد نضج الشعب وأنهم شعب استوعب الدرس الذى عاشه أياماً عصيبة، ونددوا ببنود المؤامرة التى حيكت حول مصر فنبذها شعبها، والتى كادت أن تعصف بالوطن وتلقى به فى غياهب التفتيت والتشتيت.

لقد كشف المشهد عن أن ذاكرة التاريخ قوية لا تنسى أبطال الوطن، ليس هذا فقط بل تحولت منصات التواصل الاجتماعى إلى سرادقات عزاء فى لحظات، وعقب وفاة مبارك قامت كل المؤسسات المصرية وعلى رأسها المؤسسة الرئاسية بنعى مبارك، وكان هذا أقوى دليل على أن مصر لا تنسى أبطالها الذين حاربوا من أجلها، فيما امتلأت ساحة مسجد المشير طنطاوى بكل أطياف الدولة المصرية فى جنازة القائد العسكرى يتقدمهم الرئيس البطل عبدالفتاح السيسى الذى يدرك شرف العسكرية المصرية، وانطلقت أصوات المدافع وتقدمت الخطوات الجنائزية بثقل وثبات دولة 30 يونيه.

إن هذا المشهد أكد للعالم أن مصر قالت كلمتها بوضوح بعدما تزين جسد القائد العسكرى الراحل بعلم مصر. والذى كان على رأس الدولة لمدة 30 عامًا، وتعرض لمؤامرة فى ظاهرها التغيير وباطنها تفتيت الدولة، لقد ظل مبارك يدافع عن الوطن وحاول جاهدًا أن يرسل لهم ما يعلمه من خيوط المؤامرة وأن الفوضى آتية إذا ترك الحكم فى هذا الوقت آنذاك، لكنهم ظنوا أنه يريد الاستمرار فى الحكم . فما كان منه إلا أن أعلن تنحيه عن الحكم حقنا للدماء وحفاظًا على الوطن فترك زمام البلاد، وحفظ عصمة الدولة وسلم إدارتها للمجلس العسكرى وهو الحارس الأمين، ثم خضع الرئيس مبارك للمحاكمات العلنية وسلك مسلكًا رفيعًا طوال فترة ما بعد الثورة حتى إعلان وفاته بعد رحلة حافلة بالإنجازات والأحداث المثيرة والدرامية سياسيًا وإعلاميًا وجنائيًا عاشها مبارك هو وأسرته، وشهدتها البلاد.

لقد أصر مبارك يعيش فى الوطن الذى حارب من أجله ودافع عن أرضه وسيادته ومصالحه حتى مات على أرضه، حيث رفض ما كان متاحاً له بمغادرة مصر، بل ورفض كل العروض الخاصة من بعض الدول باستضافته.. رحم الله المقاتل والمحارب محمد حسنى مبارك، حقاً أنه الوداع المشرف.