رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الحياة

الليث بن سعد كان فقيها، عالما و تاجرا. ذات يوم رست له سفينة له تحمل براميل من العسل. . فأتت له سيدة عجوز تحمل وعاء صغيرا وقالت له: «أريد منك أن تملأ لى هذا الوعاء عسلاً». فرفض طلبها، ولكنه طلب من مساعده أن يسأل عن عنوانها وأن يأخذ لها برميلا كبيرا من العسل الى منزلها. فأستعجب مساعده و قال له : «لقد طلبت كمية صغيرة فرفضت وها أنت الآن تعطيها برميلا كاملا ؟؟؟ فرد عليه الليث بن سعد : «يا بنى. . . إنها طلبت على قدرها وأنا أعطيها على قدرى». . . ما أعظمها كلمة.

العطاء صفة لم يمنحها الله لكل البشر، بل اختص بها من يرى فيهم بأنهم لا يعيشون لأنفسهم بل ليمنحوا السعادة الآخرين، فهم يعطون برضا وبابتسامة دون انتظار المقابل.

 العطاء ليس عطاء ماديا فقط بل هناك عطاء معنوى، فليس هناك أفضل من أن تمنح الفرحة فى قلب تعيس، حزين. . ان تمنح الامل فى قلب يائس والثقة فى قلب ضعيف.

فقد قال الله سبحانه وتعالى: « لَنْ تَنَالُوا الْبِرّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْء فَإِنَّ اللَّه بِهِ عَلِيم» آل عمران. اعمل على أن تجود بأفضل ما عندك كما قال جبران خليل حبران «ليس السخاء بأن تعطى ما أنا فى حاجة اليه أكثر منك, بل السخاء بأن تعطينى ما تحتاج اليه أكثر منى».

الليث بن سعد أعطى على قدر ايمانه، ثروته، دينه، عطائه، كرمه، دون مقابل وسراً.

فهل هناك فى زماننا الآن الليث بن سعد؟؟؟ هل زماننا هو زمن العطاء ولا كما قال الامام الشافعى رحمه الله:

نعيب زماننا و العيب فينا. . . .  وما لزماننا عيب سوانا. .

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب. . . . ولونطق الزمان لنا هجانا

ولبس الذئب ياكل لحم ذئب. . . . ويأكل بعضنا بعضا عيانا.

هل لدينا رجال أعمال، مستثمرون لا يعملون على زيادة ثرواتهم فقط بل يدعمون الوطن. . . ويدعمون مشروعات تخدم أبناء وطنهم ويشجعون تطبيق الضريبة التصاعدية؟ هل لدينا أصحاب مستشفيات خاصة، كبار الأطباء يعملون على الحفاظ على حياة وصحة المرضى وليس الحصول على أموال المريض حياً أو من أهله بعد وفاته من إهمالهم؟.

هل لدينا وزراء، محافظون، مديرون لا يعملون على استغلال وظائفهم للحصول على الأراضى وعلى المكاسب الشخصية ويعملون لله وللوطن ولتحقيق العدالة الاجتماعية؟.  هل لدينا الموظف، الإعلامى، الطبيب، المدرس، العامل، الذى يراعى الله فى عمله، ومتفان فى عمله طوال ساعات العمل؟.

فلنقف جميعاً أمام المرأة ونسأل أنفسنا. . هل أننا نعطى بلا مقابل، هل نؤدى دورنا على أكمل وجه؟ هل نحن الليث بن سعد؟. .

 موعدنا الاثنين المقبل إن شاء الله.

‏hayat. [email protected] com