رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

 

 

25 يناير هو يوم غد.. وهو عيد للشرطة المصرية وملحمتها وافتداؤهم للوطن بدمائهم وأرواحهم فهو ذكرى غالية يعتز بها كل مصرى وطنى فهذه الذكرى كتب سطورها التاريخ وروى مشاهد للملحمة الوطنية لشرطة مصر وما قاموا به من مواجهات ضد العدو الغاشم وانضم لهم أهالى الإسماعيلية فى ذلك، وكونوا ملحمة تاريخية ضد قوات الاحتلال البريطانى آنذاك، ولا يمكن لهذا اليوم أن ينساه المصرى الأصيل فمصر كلها تحتفل بعيد الشرطة والتى تمثل جبهة الأمن الداخلى للبلاد، فقد تحول هذا اليوم على مدى 68 عاماً إلى عيد للشرطة يحتفل به كل عام، بل وأصبح عيدًا قوميًا لمحافظة الإسماعيلية أيضا، حيث جاء الاحتفال به فى أعقاب ما وقع من أحداث دامية فى مدينة الإسماعيلية 1952.

واستبسال قوات الشرطة المصرية التى رفضت تسليم أسلحتها، كما رفضت الشرطة إخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية. وهذا اليوم التاريخى يحكى بطولة ووطنية الشرطة المصرية من الاستبسال والدفاع أثناء الاشتباك الذى دار بينها وبين القوات البريطانية المعتدية، والذى أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من رجال الشرطة، فقد رفضت المحافظة الإنذار البريطانى وأبلغته إلى وزير الداخلية آنذاك فؤاد سراج الدين باشا الذى أقر موقفها، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.. فبقراءة متأنية لتلك الأحداث التى سطرها التاريخ بأحرف من نور نجد أن القائد البريطانى فى القناة فقد أعصابه عندما رفضت الشرطة المصرية تسليم أسلحتهم. فقامت قواته ودباباته وعرباته المصفحة بمحاصرة قسم شرطة الإسماعيلية بعد أن أرسل إنذاراً لمأمور القسم يطلب منه تسليم أسلحة جنوده وعساكره، غير أن ضباط وجنود القسم رفضوا قبول هذا الإنذار. فقام أكثر من سبعة آلاف جندى بريطانى مزودين بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم الثقيلة وعرباتهم ومدافع الميدان بمحاصرة مبنى قسم الشرطة ومبنى المحافظة فى الإسماعيلية، واستولوا على المبنى، حيث استمر رجال الشرطة يقاومون ببسالة وشجاعة فائقة ودارت معركة غير متكافئة القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المصرية المحاصرة فى القسم حتى صارت مجزرة وتسببت هذه الأجواء التى استقبلها المصريون بالغضب والسخط، فى خروج المظاهرات العارمة فى القاهرة.

كما توقف التجار عن توريد الخضراوات واللحوم ومستلزمات إعاشة الجنود والضباط الإنجليز وأدى انسحاب العمال المصريين من العمل فى معسكرات الإنجليز إلى وضع القوات البريطانية فى منطقة القناة فى حرج، كما نشطت الأعمال الفدائية ضد معسكرات الجنود والضباط الإنجليز فى منطقة القنال ونجم عنها خسائر فادحة لهم نتيجة تلك العمليات الفدائية، حقاً أنها ذكرى تخلد بسالة ووطنية شعب وجيش وشرطة ضد من يعتدى على وطنه لقد قاتل وقاوم رجال الشرطة عدو غادر ولم ترهبهم أسلحته المتطورة حتى آخر نفس لهم، فتحية لهؤلاء البواسل من جيش وشرطة وشعب وتحية لكل مصرى أصيل يدافع عن نفسه ووطنه وأرضه وعرضه.. حقاً 25 يناير عيد للشرطة.