رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السنوات القادمة ستصبح ساحات الحروب بين ثنايا العقول، فعندما يحتلون عقلك، يضمنون بكل تأكيد احتلال أرضك، وبالتالى سنجد أنفسنا بين ليلة وضحاها فى ميدان معركة خصمنا الحقيقى لا نعرفه، حرب نقاتل فيها ذاتنا وأرواحنا، ونحارب بالوكالة لصالح رجل جالس فى مكان آخر اختار أن يخرج مشهدا سينمائيا جديدا لفنون الانتحار الجماعى، فاحتلال الأرض يبدأ من احتلال العقل واحتلال العقل يبدأ من احتلال اللغة؛ وهى الوسيلة المضمونة للسيطرة على العقل اللاواعى، وكيفية التحكم بالعقل، إنه غزو مهيمن على العقل الباطنى، مركز انفعالات الإنسان، الذى يخرج منه العواطف وتتخزن فيه أيضاً، وبالطبع هناك تأثير للعقل الباطن على العقل الظاهر، لأنه هو الذى يستجيب للأفكار الإيجابية أو السلبية التى تتوجه له، وتعتمد الروح المعنوية العالية أو الروح المعنوية المنخفضة على العقل والذاكرة.

 فلا تتعجب فى يوم من الايام إذا وجدت نفسك كبطل فيلم «مرشح منشوريا» Manchuria Candidate حيث تم فى ذلك الفيلم برمجة قاتل حتى يستجيب لإرادة منوم مغناطيسى ومن ثم يرتكب جريمة قتل ولا يتذكر عنها شيئاً فيما بعد، وهذا ما أكده أيضا كتاب: السيطرة على كاندى جونز لمؤلفه «دونالد بين»؛ حيث استخدمت العقاقير والأجهزة الإلكترونية، التى اصبح لها تأثير سلبى على الأفكار والحركة الجسدية والسلوك. والأحداث فى العالم تؤكد أن حكومة الولايات المتحدة، من خلال فروعها العسكرية أو وكالاتها مثل وكالة الاستخبارات المركزية، تستخدم عدداً من الأجهزة الرهيبة بهدف تعطيل المخ، وهناك أمثلة تم ذكرها مثل أسلحة الليزر أو العناصر المشعة أو المولدات الصوتية أو مولدات النبض الكهرومغناطيسى غير النووية أو بواعث الموجات الدقيقة ذات الطاقة العالية.

وهناك تجارب على البشر للسيطرة على العقل بعلم، أوبدون علم الأشخاص. وهذه العملية ليست بسيطة فليس من السهل تحويل شخص ما إلى جاسوس أو مخرب أو انتحارى، إنها عملية طويلة وعلم كامل له وسائله وأساليبه وعقاقيره، وقد اهتمت الدول الكبرى بهذا المجال منذ عقود طويلة، وأقامت لأجله مشاريع غاية فى السرية. تم خلالها أحيانا انتهاك حقوق الإنسان وتحويله إلى فأر تجارب. ورغم التكتم الشديد على هذه المشاريع إلا أن بعض التحقيقات نجحت فى إماطة اللثام عن بعض تفاصيلها، وتسببت بفضائح كبيرة ومدوية، خاصة أن قسما منها جرى على أراضى دول طالما تشدقت باحترام الإنسان وحقوقه، ولقد تم تسخير مختلف الإمكانيات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية لغرض تحقيق تلك الأهداف، وخصصت ملايين الدولارات من اجل الأبحاث المتعلقة بها.

وفى الحقيقة لا احد يعلم حتى اليوم طبيعة المهمات والعمليات السرية التى نفذتها المخابرات المركزية الأمريكية؛ بواسطة مشروع التحكم بالعقل، وهناك أيضا العديد من الجرائم والأحداث الغامضة فى العالم التى لا يعرف على وجه الدقة كيف نفذت، مثل اغتيال الرئيس الأمريكى الأسبق جون كنيدى وهجمات الحادى عشر من سبتمبر. ولقد مر أكثر من 20 عاما على أول اعلان غير مباشر عن وجود أسلحة الموجات الكهرومغناطيسية والتى أطلق عليها لقب الأسلحة السايكوترونية، والهدف الأساسى من هذه الأسلحة هو التحكم واخضاع الأفراد أو الجماعات المعادية سواء أولئك الذين من دول أخرى أو حتى أولئك الذين من عامة الشعب؛ عبر تعريضهم لموجات المايكروويف، التى يتم توليدها عن طريق مولدات محمولة على عربات متوسطة الحجم، يمكنها شل قدرة جمع غفير من الناس على الحركة بمدى يتراوح بين 5 و 15 كلم وفى أقل من ثانية؛ هذه التقنيات لها تأثير كبير على الناس خاصة عند من لا يعلم بوجودها.

وبالطبع يتم التعتيم الإعلامى حول هذه التقنيات. لأنه عندما نعلم مثلاً بوجود تقنيات للتلاعب بالأفكار يقل تأثيرها علينا بشكل كبير، والمطمئن أن هناك من يعمل على إيجاد وسائل لمواجهتها والوقاية منها؛ لأنه فى الغالب تستخدم هذه التقنيات للتلاعب السلبى بالتصرفات، وحتى يحدث هذا فعلى الشخص مقاومة أى فكرة سلبية قد تأتى إلى عقله مهما تكررت بإلحاح، وبغض النظر عن مصدرها، وبالتالى يبقى محصناً من تأثيراتها.