رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

انتحار طالب الهندسة « نادر محمد».. قصة توجع القلب وتطرح مائة سؤال وسؤال عن أسباب انتحاره.. هل هو احتياج مادي؟.. أم نفسي؟.. هل مشاكل فى الدراسة؟.. أم علاقة عاطفية؟.. هل لأسباب عائلية؟ أم عدم رضا بكل ما يحيطه من أحوال؟.. هل هى مشاكل فكرية؟ أم شعور بالوحدة والضياع واللاجدوى.. أم كان مريضًا بالاكتئاب؟.. يمكن أن نطرح ألف سؤال ولكن بلا إجابة واحدة تفسر ما حدث وبهذه الصورة المؤلمة!

ومهما كانت الأسباب.. إن كل حالة انتحار، وهى حالات كثيرة فى الفترة الأخيرة، تدمى القلب والروح بالتأكيد، لأن وراءها لابد مأساة شخصية أو اجتماعية عنيفة تجبر المنتحر على إنهاء حياته بأى شكل.. فهناك من المؤكد أسباب مستجدة تحتاج الى نظريات جديدة تفسر لنا لماذا يقدم الشباب على الرحيل من هذه الحياة قبل أن يعيشوها.. حتى نعرف كيف نقدم لهم المساعدة.. فإن مجرد معرفة الفرد أنه ليس وحده قد يثنيه عن الانتحار؟

ولا شك أن شعوب العالم كله تعيش ضغوطاً غير مسبوقة.. فى ظل التقدم غير المسبوق فى كل شيء.. وإلا ما الذى يجعل شبابًا فى مقتبل العمر فى أمريكا بارتكاب جرائم قتل جماعية داخل مدارسهم وجامعاتهم ثم يقتلون أنفسهم.. وهم يعيشون فى رفاهية وترف أفضل بكثير من شباب دول أخرى؟!.. فالفقر ليس السبب الوحيد للانتحار.. وإذا كانت ثورة المعلومات والاتصال جعلت العالم عبارة عن قرية واحدة فهى جعلت كذلك الأمراض واحدة.. والتحديات واحدة، وما تواجهه الشعوب الفقيرة من صعاب تواجهه الشعوب الغنية.. لأن الأمراض تنتقل بين الشعوب بسرعة مثلما تنتقل المعلومات بسرعة!

ما يهمنا.. هو من يساعد المقبلين على الانتحار؟.. فلا بد من وجود مراكز مساعدة تفتح أبوابها لهؤلاء الشباب، ونشر ارقام الاتصال بها، فإن أكثرهم يحتاجون فقط لمن يسمع لهم، ولمن يحميهم من أنفسهم، ومن أمراض شرسة تهاجمهم بكل ضراوة مثل الاكتئاب فتدفعهم للانتحار.. وهم لا يدركون أنهم مرضى.. ولا أعرف حقيقية هل يوجد فى مصر مثل هذه المراكز؟.. وإن لم تكن موجودة.. لابد أن تكون موجودة!

وعموماً فان تزايد حالات الانتحار ليست مقتصورة على مصر فقط بل فى العالم كله، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد ضحايا الانتحار فى عام 2016 بلغ نحو 793 ألف شخص حول العالم وأكثرهم من الرجال، وتقارير أخرى تؤكد أن عدد الضحايا يتراوح ما بين 800 ألف إلى مليون شخص سنوياً فى العامين الأخيرين.. ولذلك نحن أمام ظاهرة عالمية حيث أن الشعوب تنهار تحت وطأة الاحتياجات الكثيرة والمتلاحقة.. وهى ليست احتياجات مادية فقط بل نفسية.. فمن الممكن أن يكون لدى الفرد كل شيء.. البيت والسيارة والوظيفة والشاليه ولكن الفراغ يقتله والوحدة تنهش فى عقله.. وقد لا يكون لديه سوى ما يكفى يومًا بيوم.. ومع ذلك سعيد ومبسوط وفى حالة سلطان!

من الشارع: لو تمت محاكمة الشخص الذى سرب تسجيل كاميرات احتراق القطار فى محطة رمسيس فى شهر فبراير الماضي، ومعاقبته والتشهير به لأنه اذاع اللحظات المروعة لاحتراق الركاب على الرصيف.. ما كان تجرأ شخص آخر بسرقة تسجيلات كاميرات برج القاهرة ونشر لحظة انتحار «نادر».. ولكن من أمن العقوبة أساء الأدب!

[email protected]