عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

ونحن نجتاز الأيام الأخيرة من ذلك القرن من الزمان الذى يفصلنا عن قيام ثورة 1919 العظيمة، ينبغى ألا ننسى ذلك الحراك الشعبى العظيم فى كل بقاع المحروسة..

تقول أوراق الوفد التاريخية إن الحركة فى الأقاليم لم تكن بأقل منها فى القاهرة والإسكندرية، بل إنها كانت أكثر حدة وعنفاً. فقامت جماعات الفلاحين بقطع خطوط السكك الحديدية فى قرى ومدن الوجهين القبلى والبحرى، ومهاجمة أقسام البوليس فى المدن، والتصدى بلا تردد لكل من يحاول الوقوف فى وجههم، ففى الحوامدية قامت مجموعة من الفلاحين بمهاجمة خط السكك الحديدية المؤدى إلى معمل تكرير السكر ما أدى إلى توقفه عن العمل وإضراب عماله، وفى قليوب قام آلاف الفلاحين بتدمير خط السكة الحديد. وفى الرقة والواسطى فى الوجه القبلى قامت جماعات الفلاحين بمهاجمة خطوط السكك الحديدية ونهب القطارات وإحراق محطة السكة الحديد، وهاجموا الجنود البريطانيين.

وفى منيا القمح أغار الفلاحون من القرى المجاورة على مركز الشرطة، وأطلقوا سراح المعتقلين. وفى دمنهور قام الأهالى بالتظاهر وضرب رئيس المدينة بالأحذية، وكادوا يقتلونه عندما وجه لهم الإهانات. وفى الفيوم هاجم البدو القوات البريطانية وقوات الشرطة عندما اعتدت هذه القوات على المتظاهرين. وفى أسيوط قام الأهالى بالهجوم على قسم البوليس والاستيلاء على السلاح، ولم يفلح قصف المدينة بطائرتين فى إجبارهم على التراجع. وفى قرية دير مواس بالقرب من أسيوط، هاجم الفلاحون قطارا للجنود الإنجليز ودارت معارك طاحنة بين الجانبين.

وعندما أرسل الإنجليز سفينة مسلحة إلى أسيوط، هبط مئات الفلاحين إلى النيل مسلحين بالبنادق القديمة للاستيلاء على السفينة، وفى بعض القرى قام الفلاحون الفقراء بمهاجمة ونهب ممتلكات كبار الملاك ما أدخل الرعب فى نفوس هؤلاء الأخيرين.

ولا يتسع المجال هنا لسرد المزيد من التفاصيل، لكن يمكن القول إن ما سبق ليس سوى أمثلة قليلة لما قامت به الجماهير خلال الثورة، لكن أهمية هذه الأمثلة هى أنها تفند المزاعم السائدة حول أن المصريين هم شعب سمته الخنوع والاستسلام وتسهل قيادته فى كل العصور.

ويحدثنا نبيل الطوخى، أستاذ التاريخ الحديث بآداب المنيا، عن دور المنيا فى الثورة، التى تفاعلت معها، وبدأت المظاهرات فيها يوم 10 مارس 1919، أى بعد يوم واحد من اندلاع المظاهرات فى القاهرة، واستمرت التظاهرات تطوف شوارع الأقاليم فى الأيام التالية.

وقد أرجع «الطوخى» وسيلة انتقال الثورة من القاهرة إلى الأقاليم لرجوع بعض طلبة المدارس إلى قراهم، مضيفاً أنه تألفت لجنة وطنية فى المنيا للمحافظة على النظام العام، وأنشأت فروعاً لها فى المراكز والقرى لصون الأمن والمحافظة على الأرواح والمصالح، مشيراً إلى أن الدول الأجنبية شهدت لتلك اللجان بحسن إدارتها للمديرية وحماية مصالح المصريين والأجانب، إلا أن هذا المجلس حوكم محاكمة عسكرية فيما بعد.

وأوضح أستاذ التاريخ الحديث أن هذا المجلس كان بمثابة جمهورية مستقلة عن الإدارة المركزية مثل الجمهوريات التى قامت فى هذا التوقيت فى زفتى وفارسكور.. وللمقال تتمة فى عدد قادم.

[email protected] com