رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

خرجت الجماهير حزينة خلف نعش السيدة أم كلثوم، لوداعها لا للفرجة على المطربات والمطربين المشاركين فى الجنازة، وكذلك مشت الجماهير فى جنازة المطرب عبدالحليم حافظ، مكلومة ومفجوعة فى مطربها المفضل لا بحثاً عن الممثلات والممثلين الذين جاءوا يودعون زميلهم.. وأيضا الصحف لم تكن تنشر أخبار وصور جنازات الفنانين بهذا الشكل المبالغ فيه حالياً وكأنها تنقل زفة عريس وعروسة فى فرح شعبى!

وأعتقد أن زيادة الاهتمام الصحفى والإعلامى بجنازات الفنانين سببه زيادة اهتمام الفنانين أنفسهم بنشر أخبارهم وصورهم على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى، فهم أصبحوا يمتلكون منابرهم الإعلامية الخاصة، التى تنقل عنها الصحف والمواقع الإخبارية والفضائيات أخبارهم الخاصة التى ينشرونها حول زواجهم وطلاقهم وخلافاتهم التى بينهم وبين بعضهم أكثر من اهتمامهم بالفن الذى يقدمونه.. ولأن الفضائيات والمواقع الإخبارية الالكترونية انتشرت بصورة غريبة كذلك، فهى الأخرى تبحث عن أى حدث مثير، مهما كان مستواه، المهم الحصول على أكبر عدد من الصور لهذا الحدث لجذب القراء والمشاهدين وحتى المتابعين على صفحات التواصل الاجتماعى، إلى درجة أنها أصبحت تهتم بفساتين وملابس الفنانات والفنانين وبحياتهم الشخصية أكثر من اهتمامها بما يقدمونه من فن.. ولكن يبدو أن تراجع القيمة الفنية لأعمال الكثير من الفنانين جعل الإعلام فى المقابل يهتم فقط بأمورهم الشخصية سواء كانوا أحياء أو أمواتا!

 وهذه الظاهرة موجودة فى الغرب ولكنها مقتصرة على الصحافة الشعبية، أو الصحافة الصفراء المختصة والمهتمة بفضائح الفنانين والسياسيين ورجال الأعمال وكل الشخصيات المشهورة بصفة عامة، حيث يبيع المصورون الذين يعرفون باسم «باباراتزى» ( Paparazzi ) صورهم لهذه الصحف الشعبية بآلاف الدولارات.. ولذلك يستخدمون كل الوسائل القانونية وغير القانونية لملاحقة هؤلاء المشاهير الذين يدفعون الثمن غالياً لذلك، وقد كانت الأميرة الإنجليزية ديانا أشهر من ذهبت ضحية لملاحقة الباباراتزى.. ولكن هذا النوع من الصحافة الصفراء ليست هى كل الصحافة والإعلام فى الغرب فمازالت الصحف العريقة والمحترمة ومواقعها الإلكترونية محافظة على مكانتها وتاريخها، ولكن يبدو أن معظم الصحف والمواقع الالكترونية والفضائيات لدينا أصبحت كلها صفراء!

ولا شك أن الإعلام فى الغرب يهتم كذلك بجنازات الفنانين والمشاهير بصفة عامة وينقلها على الهواء مباشرة ولكن يتعاملون معها وكأنها احتفالية للوداع والتأبين وبطريقة منظمة وبحضور الأمن وبشكل يليق بجلال الموت ويعبر عن احترام وتقدير لشخص المتوفى.. بينما جنازات الفنانين والمشاهير عندنا فهى حالة من الزحام والفوضى والعشوائية، ولا يوجد عسكرى أو رجل أمن واحد ينظم دخول وخروج السيارات أو وقوف المعزيين والمصورين.. ولذلك تتحول من جنازة إلى ساحة للمشاحنات والمشاجرات وكأننا فى سوق شعبى أو مولد وشيخه ميت!

[email protected]