رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 

الأحداث كثيرة ومتعددة شرقا وغربا، بل وجنوبا أيضاً. ولكن، سأقتصر فى مقالى هذا على حدثين مهمين، أولهما شرقا وهو مقتل زعيم تنظيم داعش المدعو البغدادى، والثانى غربا وهو فوز الدكتور قيس سعيد برئاسة دولة تونس.

فعن الحدث الأول الخاص بمقتل البغدادى زعيم تنظيم داعش، هذا الأمر أعلن عنه الرئيس الأمريكى شخصيا فى بيان له أصدره الاثنين الماضى، وأكد فيه وفاة البغدادى وزوجتيه وثلاثة من أولاده بعد مداهمة المقر الذى كان يقطن فيه فى ادلب شمال سوريا. ولا يغيب عن أحد أن المستفيد الأول من مقتل البغدادى هو الرئيس ترامب نفسه، فالانتخابات الأمريكية على الأبواب، والرئيس ترامب الهجوم شديد عليه الآن ويحتاج لمن يسانده فى الانتخابات القادمة، وليس هناك أهم من أن يثبت للأمريكان أنه شخصيا ضد الإرهاب والإرهابيين، فهل يا ترى ستتحقق أمنيته ويفوز مرة أخرى برئاسة أمريكا؟

وبالرجوع إلى الماضى القريب، فإن ما حدث للبغدادى هو تماما ما حدث لأسامة بن لادن، فكلاهما كان عميلا للمخابرات الأمريكية، الأول أسامة بن لادن كانت مهمته محاربة الروس فى أفغانستان، الا أنه بعد نجاحه فى هذه المهمة تصور أن الكلمة فى أفغانستان أصبحت كلمته، فارتكب أعمالا تهدد مصالح أمريكا ودول الغرب، فقاموا باغتياله والخلاص منه.

نفس الشىء حدث للبغدادى، فكان أيضاً عميلا للأمريكان، وكانت مهمته إشاعة الفوضى فى منطقة الشرق الأوسط، تحقيقا لما يسعى إليه الغرب من تقسيم وتفتيت للمنطقة، ولما نجح البغدادى فى مهمته تصور أن فى استطاعته إنشاء دولة إسلامية يكون خليفة لها، هذا الأمر رفضته أمريكا وكافة الدول الغربية، فقاموا بقتله هو ومن كان معه من أفراد أسرته. فالقاعدة لدى الدول الكبرى، أن العملاء إذا انحرفوا عن مهمتهم أو ظنوا من أنفسهم شيئا يقضى عليهم فى الحال.

أعتقد أن هذا مصير باقى العملاء المعروفين أمثال تميم وإخوان الشياطين وأردوغان، إذا تصور أحدهم أنه يستطيع المساس بمصالح الدول التى تحميه وتسانده. ومن هنا يأتى السؤال، وبعد أن انتهى الوضع بقتل البغدادى، فهل هذا يعنى انتهاء الإرهاب، والقضاء على الدواعش كليا؟ أعتقد أن هذا الحدث سيكون له تأثير كبير على تنظيم داعش، إلا أن الإرهاب سيظل مستمرا فى منطقة الشرق الأوسط إلى أن تتحقق مطالب الدول الكبرى التى تسعى إلى تقسيم وتفتيت المنطقة العربية.

أما عن الناحية الغربية، فأهم حدث هناك كان فوز الرئيس قيس سعيد بالرئاسة التونسية، فهو أستاذ قانون دستورى، ورغم أنه متدين وله آراء دينية متشددة، الا أنه لا يتبع حزب النهضة التونسى أو الإخوان المسلمين، ورغم ذلك فإن من سانده وجعله يحصل على ما يزيد عن نسبة 72% فى الانتخابات ويفوز بالرئاسة التونسية كان حزب النهضة التونسى المعروف باتجاهه الدينى المتشدد.

وغنى عن البيان، فإن تونس مثل باقى دول شمال أفريقيا مليئة باليهود الحاصلين على الجنسية التونسية وبأعداد كبيرة، ولا يغيب عن أحد أن أحد الوزراء الحاليين فى تونس يهودى الديانة ووالده رئيس الطائفة اليهودية هناك، فالانتشار اليهودى مازال موجودا فى تونس، تماما كما كان فى مصر قبل ثورة يوليو 1952، فكان فى مصر العديد من اليهود وكانت لهم أحياء ومتاجر خاصة بهم، والعديد من نجوم المسرح والسينما وعلى رأسهم، ليلى مراد، وراقية إبراهيم، وعمر الشريف.

الغريب فى الأمر، أن الرئيس قيس سعيد فى أول خطاب له أعلن أنه سوف يتولى القضية الفلسطينية باهتمام كبير من أجل الوصول لحل لهذه المشكلة، فهل يا ترى أن ما أعلنه الرئيس التونسى فى بداية عهده من حل للقضية الفلسطينية، ما هو الا مجرد كلام للاستهلاك المحلى وارضاء للجبهة الإسلامية وعلى رأسها حزب النهضة التونسى، والتى عاونته فى انتخابات الرئاسية التونسية، أم أنه بالفعل كان صادقا فيما يقول، ينوى التدخل لحل القضية الفلسطينية؟.

وعلى أى حال، فمن المعروف أن هناك عقبات كثيرة جدا لحل هذه القضية والعودة لحدود ما قبل 1967، فقد بذلت الدول العربية الأخرى العديد من المحاولات المضنية لحل هذه المشكلة لكن دون جدوى، كما أن مصر حاولت وما زالت لتقريب وجهات النظر الفلسطينية بين فتح وحماس، حتى يكونوا جبهة واحدة للتفاوض مع إسرائيل ومع الأسف الشديد مازال الشتات قائما. وللحقيقة، فإن إسرائيل هى أمريكا وأمريكا هى إسرائيل. وبالتالى، فلن يكون هناك حل لهذه القضية الا بعد الحصول على موافقة أمريكا أولا.

وفق الله الرئيس التونسى لما يسعى اليه، وجعل فى مجهوده خيرا للفلسطينيين وكافة الدول العربية، ولا شك أن مصر لن تدخر أى جهد فى معاونة ومساندة كل من يسعى جاهدا لحل القضية الفلسطينية، مادام الطريق منيرا أمامه.

وتحيا مصر.