رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

فى لبنان.. تستطيع مناقشة أكثر القضايا حساسية مثل حقيقة الأديان ووجود الله، والرسل والأنبياء، بكل حرية ولا أحد يتهمك بالإلحاد أو الكفر.. وإذا هاجمت رئيس حزب أو زعيم طائفة، ولو حتى بالإشارة فإن الموت سيكون مصير كل من يتجرأ على ذلك ولا احتمالات للنجاة أبداً...!

 ومشكلة الشعب اللبنانى أنه منقسم إلى نصفين فى أشياء كثيرة.. نصف امتزجت بداخله كل حضارات العالم من أول المصريين القدماء والفينيقيين حتى الفرنسيين، ويحمل كل ثقافات وفنون وإبداعات هذه الحضارات.. ونصف عربى أفريقى يحمل أسوأ صفاتهما من التعصب القبلى والطائفى. وكذلك نصف الشعب مهاجر فى كل دول العالم، والنصف الآخر مقيم بالداخل، ونصف اللبنانيين، تقريبا 51٫2٪ مسيحيون، والنصف الآخر 48٫8٪ مسلمون، وأيضاً حوالى نصف اللبنانيين يعيشون فى مواجهة البحر، والنصف الثانى يعيش فى المزارع والجبال.. يضاف إلى ذلك تقاسم البلد ما بين اللبنانيين والوجود الفلسطينى والسورى والإيرانى.. ويمكن أن تأخذنا صور تقسيم الشعب والدولة إلى نصفين فى أشياء كثيرة.. ولكن تبقى المشكلة الكبرى التى تواجه اللبنانيين هى التفتيت السياسى والعقائدى إلى مائة قطعة، وكل قطعة منها تحارب بالوكالة عن دول أخرى فى المنطقة.. وبينما جنود المعركة من اللبنانيين وعلى أرض الدولة اللبنانية!

وإذا كان الشعب اللبنانى خرج فى مظاهرات احتجاجاً على الفساد والبطالة وغلاء المعيشة وسوء الخدمات، كنتائج للسياسات المالية والاقتصادية فى البلاد.. وهى نفسها أسباب خروج كل الشعوب العربية فى السنوات الأخيرة.. ولكن يضاف إلى خروج لبنان سبب جوهرى آخر وهو رفض تجزئة كل شىء فى الدولة.. رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب.. كلهم صورة مصغرة للتقسيم بين الطوائف والأحزاب، وجميعهم مختارون بالتوافق وبموافقة ورضا دول أخرى قبل موافقة ورضا اللبنانيين!

لبنان يستحق أن يكون دولة كبيرة ومنيرة فى المنطقة، وشعبها يستحق أن يعيش مثل كل الأوروبيين، وكذلك الحال بالنسبة لكل الدول العربية إلا أن الجماعات الدينية والمذهبية والطائفية والقبلية، تدفعها للرجوع إلى الوراء آلاف السنين، لتظل متخلفة وفقيرة ومريضة.. وتستمر هى فى السيطرة على الشعوب إلى أبد الآبدين!

[email protected]