رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

ونحن مازلنا نعيش أجواء الاحتفالية بمرور قرن على قيام ثورة 1919، يذكر أن سعد زغلول من أكثر الذين تركوا وراءهم عبارات معروفة يحفظها الناس ويرددونها بعد رحيله، ومن هذه العبارات قول سعد المشهور «الحق فوق القوة، والأمة فوق الحكومة»، ولو أننا فكرنا فى هذه العبارة البسيطة البديعة لوجدناها تلخص لنا المعنى السامى للديمقراطية فى بساطة ودون سفسطة أو ثرثرة، ولعلنا لا ننسى هنا عبارة شهيرة أخرى لسعد زغلول عندما سأله عبدالرحمن عزام، أول أمين عام للجامعة العربية، عن الوحدة بين العرب، فقال سعد كلمته التى أنكرها الكثيرون عليه وهى «أن جمع الأصفار يساوى صفراً والعرب مازالوا أصفاراً»، وقد قيلت هذه العبارة فى عشرينيات القرن الماضى، عندما لم يكن للعرب أى شأن فى الحياة، وهى كلمة حق وإن كانت قاسية، فعندما يكون العرب أصفاراً، فلابد أن يكون المجموع صفراً أيضاً، أما إذا أصبحوا أرقاماً صحيحة فالمجموع لابد أن يكون أرقاماً أقوى، وأكثر ولها كيان واعتبار.

فى استعراض رائع لكتاب «كريم ثابت» عن «سعد زغلول فى حياته الخاصة»، يشير الكاتب والناقد المبدع الراحل «رجاء النقاش» إلى بعض ما كان يفعله سعد فى منفاه بجبل طارق سنة 1922، حيث يقول كريم ثابت نقلاً عن فتح الله بركات باشا ابن شقيقة سعد الذى كان منفياً معه «فى بعض الليالى كان سعد يجلس مع أصحابه المنفيين وبينهم مكرم عبيد، يبدأ مكرم عبيد فى الغناء بصوت مطرب خلاب ويصغى إليه الرئيس أى سعد زغلول فى سرور، وكان يساعد مكرم فى ضبط نغمة الألحان أحياناً، فيقوم سعد يالإيقاع، بينما يغنى مكرم عبيد بصوت مطرب للغاية، وأحياناً يتناول سعد ديواناً من الشعر ويتلو بعض القصائد، وكان سعد يحب الشعر السلس غير المعقد، ويقول فى ذلك «إن الشعر الجيد على ما أرى هو ما يفهمه القارئ والسامع لأول وهلة، أما الذى يحتاج إلى إجهاد الفكر فى تفهم معناه فليس فى نظرى بشعر جيد»، وكان سعد ومكرم، معاً يميلان إلى شعر محمود باشا سامى البارودى، وخاصة ما قاله فى منفاه عن مصر، وكانا يتفاءلان خيراً بهذا الشعر، وكثيراً ما رددا أبياته بالغناء والترتيل..

عندما تقدم زغلول باستقالته، قام الملك فؤاد بتكليف زيور باشا برئاسة الوزارة، كما قام بحل البرلمان، ولكن نواب البرلمان اجتمعوا خارج البرلمان وقرروا التمسك بسعد زغلول فى رئاسة الوزراء. فقامت الحكومة البريطانية بإرسال قطع بحرية عسكرية قبالة شواطئ الإسكندرية فى مظاهرة تهديدية، لذلك قرر سعد زغلول التخلى عن فكرة رئاسة الوزراء حتى لا يعرض مصر لنكبة أخرى مثل ما حدث عام 1882.. رحم الله الزعيم سعد زغلول.

[email protected] com