رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

أن تقتلنا جميعًا قبل أن تلقى هى ربها إثر تعذيب الجدة لها بصورة بشعة ولا أخلاقية، وبطرق فاقت كل الحدود، وأوجعت قلبى بشكل لا يتخيله بشر وأوجعت وخلعت كل القلوب، فكلما وقفت أمام جسمها الصغير ونظرت إلى وجهها الملائكى وهى على سرير الرعاية مستسلمة لعذاباتها وشائعات وأقاويل بشعة أحاطت بقضية الطفلة جنة محمد سمير عليها رحمة الله، وجراحها أنخرط فى بكاء شديد، لأنها ضحية للجهل وقلة الوعى وقلة الإنسانية.

إن ما لاقته تلك الطفلة البريئة من عذاب وتعذيب بشع على يد جدتها لأمها يفوق تعذيب السجناء فى سجون جوانتانامو.. إن جميع الكلمات تقف عاجزة أمام بشاعة العذاب الذى تعرضت له هذه الطفلة البريئة التى لم ترتكب أى ذنب تستحق عليه هذا المصير، لقد تسببت الجدة فى إصابتها حسبما دونت التقارير الطبية الرسمية بكدمات متفرقة بالجسم وبها آثار حروق بمنطقة الحوض وحول الأعضاء التناسلية الخارجية وساقها، وهذه الجريمة تدل على انعدام الرحمة والإنسانية فى قلب من ارتكبها، حيث كان يجب عليهم حمايتها والحفاظ عليها.

إن هذه الجدة التى أحرقت وعذبت الطفلتين هى من منعت الأب من لقاء طفلتيه على مدار 11 شهرًا بعد أن حصلت على حكم بضمهما فى العام الماضى.

ما هذا الجبروت فقد أثارت قصة تعذيب الطفلة المتوفاة وشقيقتها التى تكبرها بعام بنفس الطريقة على أيدى الجدة غضبًا واسعًا، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وأصبحت حديث الإعلام فى الآونة الأخيرة، خاصة بعدما أجرى الأطباء عملية بتر ساق الطفلة الضحية جنة. وعلى الرغم من أن هذه القضية تجافى الطبيعة الإنسانية والفطرة التى فطر الله الناس عليها، إلا أن الجميع فوجئ بشائعات وأقاويل أخرى بدأت تنتشر وتأخذ منحنى خطيرًا بعيدًا وخارج إطار التحقيقات، حيث كادت أن تفتك بالمجتمع وأدت إلى خروج العشرات بمظاهرات تردد تلك الشائعات على أنها حقيقة وتطالب بالقصاص، وحولت مشاعرنا إلى الخوف من أقرب الأقربين على الأطفال وجعلت معظم من سمع ومن قرأ من خلال مواقع التواصل الاجتماعى أو الفضائيات يخشى زيارة أحد خوفًا على الأطفال وجعل الكل يشعر بأن المجتمع تحول إلى غابة.

يا إلهى ما هذا، إلى أن انتهت التحقيقات وأعلن النائب العام نتائج التحقيقات فى القضية وتبين أن نصف ما أثير عن اغتصاب وما يصحبه من توحش فى حالات الأطفال غير صحيح وعارً تمامًا من الصحة بالنسبة للشقيقتين المتوفاة جنة وأختها أمانى التى تعالج حاليًا هى الأخرى كما أكد تقرير الطب الشرعى خلو جسد الطفلتين من أى اعتداء جنسى، وناشدت النيابة المواطنين بعدم تداول أخبار دون التأكد من صحتها.

وأصدر النائب العام بيانًا بتفاصيل القضية وحقيقة ما حدث وأن الجدة تمت إحالتها للجنايات لتعذيبها الطفلتين.

وقد أدت الشائعات إلى تأجيج الرأى العام من شائعات أحاطها البعض بالقضية والتى كادت تعصف بالمجتمع ففى تلك القضية تجد أن جميع الكلمات تقف عاجزة أمام بشاعة العذاب الذى تعرضت له هذه الطفلة التى لم ترتكب أى ذنب تستحق عليه هذا المصير، وهذه الجريمة تدل على انعدام الرحمة والإنسانية فى قلب من ارتكبها والذين كان يجب عليهم حمايتها والحفاظ عليها.

إن هذه القضية لها أبعاد اجتماعية مرتبطة بالملابسات التى تعرضت لها الطفلة نتيجة فراق الأم والأب وتركها لحضانة جدتها، إنها جريمة وحشية بحق الطفلة البريئة «جنة»، التى تحملت ويلات العذاب على يد من أوكلوا برعايتها، فما تعرضت له من حرق وتعذيب هو فاجعة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وأطالب بأهمية وجود متابعة مستمرة من قبل الدولة على حضانة الأطفال فى حال الانفصال، حتى لا تهدر حقوق الأطفال، فمن المؤكد وجود حالات كثيرة مثل جنى كتير ومش هانسمع عنهم إلا بعد فوات الأوان أيضًا، ولابد أن تكون هناك حملات توعية إعلامية وثقافية وقانونية لإيقاظ الضمير داخل النفس البشرية والرجوع إلى الخطاب الدينى لمواجهة آثار تلك الظاهرة.

إن العنف ضد الأطفال ولاسيما داخل المحيط الأسرى يخالف الشرع والأديان السماوية، والتى تدعو إلى التسامح وتعلو قيمة الترابط الأسرى والمودة والرحمة ولا تحض على العنف ضد أى من أفراد الأسرة والمجتمع.