رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

ونوبة الصحيان بالمصطلح العسكرى، هى نفير للحث على الاستيقاظ استعدادًا لمهمة عمل عاجلة. وهذا هو بالضبط ما تحتاجه مصر حكومة وشعبًا فى هذه اللحظات الفارقة التى يظن فيها الرئيس التركى وأداته جماعة الإخوان أن الفرصة سانحة للانقضاض على التجربة المصرية التى يجرى التأسيس لها والبناء عليها منذ الثلاثين من يونيه 2013، الثورة الشعبية التى ساندها جيش مصر الوطنى، وأجبرت حكم جماعة الإخوان على الرحيل، وأعادت إلى الحياة الدولة الوطنية المصرية الحديثة. نوبة صحيان لإيقاظ العقول والضمائر والمشاعر، ونبذ التواكل والتجاهل  والاستسهال واللامبلاة على المستويين الرسمى والشعبى.

نوبة صحيان يطلقها الرئيس السيسى زعيم  تلك الثورة وقائد مسيرتها، لإعادة بناء حلف 30 يونيه الذى انفرط دون أسباب واضحة، اللهم بعض أخطاء تتراكم ويتم العزوف عن معالجتها، وبعث إشارات مجهولة لمواصلتها، دون تحسب للعواقب، ودون توقف أمام المعنى السياسى والأخلاقى لتفتته يتجلى فى القول الشائع، إن الثورات تأكل أبناءها!

 نوبة صحيان تراجع بحسم توجهات غير رشيدة ،همشت الحياة الحزبية، وأطلقت سعارًا محمومًا ضدها فى وسائل الإعلام الرسمية، وشوهت كل كلمة نقد تستهدف الصالح العام، وبالغت فى أخطاء صغيرة لا قيمة لبعضها، وصدرت للمشهد العام السياسى والإعلامى وجوهًا ممن أكلوا على كل الموائد، وظاهروا كل الحكام، وأيدوا كل السياسات، فباتوا وجوهًا محروقة، لا يثق فى مصداقيتها أحد، لا سيما من بسطاء الناس.

نوبة صحيان تترجم إعلان الرئيس السيسى فى  لقائه مع نظيره الأمريكى على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، بأن تيار الإسلام السياسى فى سعيه للحكم بأى ثمن، هو السبب فى حالة عدم الاستقرار فى منطقتنا، وأن الشعب المصرى رفض حكمه حين صعد للسلطة لمدة عام، ولا يقبل بحكم الإسلام السياسى مرة أخرى. تترجم ذلك فى سياسات  لا تردد فيها، تقتلع الخلايا النائمة لجماعة الإخوان ورديفهم من التيار السلفى من مؤسسات الدولة والحكم، وتنقى مناهج التعليم والدراسة من الخزعبلات التى يروجون لها، ووتُشفى وسائل الإعلام من داء البلاهة الذى حط عليها، وجعل من سائقى التاكسى الأبيض ومن ممثل فاشل، ومن مقدمى برامج من مرتزقة وهاربين من أحكام جنائية، مصدرًا للمتابعة والاهتمام لعوام الناس، ولترويج بعض الأكاذيب التى لا تمل جماعة الإخوان من تكرارها، من قبيل أن لا شىء اسمه الإرهاب فى مصر، وأنه مجرد حجة اصطنعها النظام الحاكم لجلب المساعدات الدولية، لإبعاد الأنظار عن الدور الذى تلعبه فى مد الإرهابيين بالمال والسلاح وسيارات الدفع الرباعى، والمساعدات اللوجيستية التى  تظن جماعة الإخوان، ومحركها فى أنقرة، أنها بذلك تطيل أمد تلك الحرب، بما يؤدى إلى ضعف النظام، ويؤثر فى معنويات الشعب المصرى، ويدفعه للثورة ضده، لتتمكن كما تتوهم، من العودة مرة أخرى لحكم مصر.

ولكن ما لا يدركه هؤلاء أن الشعب المصرى قد امتلك من الوعى و تعلم  من التجارب المريرة ،ألا يلدغ من جحر مرتين ، وأنه قد يعانى من بعض السياسات القائمة ، لكنه لن يغفر ولن يتسامح مع جماعة لا دين ولا ضمير لها ، تتجرع هزيمتها فى سيناء وفى الوادى ، بالانتقام من أمة بكاملها ،حولت المدن المصرية إلى مواكب لوادع الشهداء الذين افتدوا تراب وطنهم بأرواحهم.

نوبة صحيان يا سيادة الرئيس ،تخفف من الأعباء المعيشية عن محدودى الدخل ، وتمنح أصحاب المعاشات حقوقهم المشروعة ،وتوصل ما بينك وبين الوسط السياسى ، وتعيد بناء التحالف الذى  انخرط فيه الشعب المصرى   فى ظل  حمايتك ودعمك الجسور ، لكى  يصبح مرة أخرى طرفا فى المشهد السياسى ، وشريكا فى صنعه، بما يحصنه ضد من لا يكفون عن التلاعب بعقله ووجدانه ومصاعبه ، ويحرضونه بمزاعم فاسدة على الفوضى.