عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

القصص الحقيقية للناس العاديين.. لا وجود لها فى تاريخنا السينمائى كله، ولا تعرف السينما المصرية، ما يسمى بسينما السيرة الذاتية، غير أفلام الزعماء والسفاحين!

ولم نشاهد على مدى أكثر من مائة عام من عمر السينما المصرية فيلماً واحداً يروى قصة حقيقية لشخص من عامة الناس، استطاع تحقيق إنجاز متفرد على المستوى الشخصى، أو على مستوى أسرته أو بلده.. ولم نشاهد قصة عن شخص نجح فى مواجهة أى نوع من الصعوبات، وتمكن بالعمل والمثابرة من تحقيق حلمه فى مواجهة الفقر، المرض، العادات والتقاليد، القوانين.. ولا يوجد غير فيلم واحد عن المطرب عبدالحليم حافظ، ومسلسل عن أم كلثوم.. وكل أفلام السير الذاتية قليلة، ومنحصرة فى تاريخ الزعماء مثل مصطفى كامل، عبدالناصر، السادات.. أو عن السفاحين والمجرمين، مثل ريا وسكينة، وخط الصعيد، والسفاح «محمود سليمان» الذى استوحى كاتبنا العظيم نجيب محفوظ من قصته رواية «اللص والكلاب» وتحولت إلى فيلم شهير.. أما أبطال قصص الناس العادية، وحكاياتهم الطازجة من الواقع الفعلى، هى سينما منعدمة لدينا وكل أفلامنا من وحى خيال فقير لمؤلفين بائسين يقومون بإعادة تدوير كل حكاياتهم البايتة، والمنقولة من الأفلام الأجنبية.. ويطلقون بلا خجل على سرقتها مسمى تمصير!

وغياب هذه السينما فى مصر، وبالطبع فى العالم العربى، له علاقة بعدم إقبال الناشرين على إصدار كتب لا سوق لها تروى مثل هذه القصص الحقيقية، ولأننا لا نقرأ بصورة فعلية، كتباً قيّمة أو كتباً عن قصص نجاح أشخاص عاديين تتضمن معانى محفزة، وبالتالى لا يقبل عليها المنتجون السينمائيون، ولكن يقبلون على الكتب الخفيفة اللذيذة الأكثر مبيعا والكتّاب الظراف اللطاف الأكثر قراءة الذين يشبهون ما يسمى بالسينما النظيفة.. وبعيال الطبقة المتوسطة المؤدبة.. ولذلك فإن انتشار كتب هؤلاء ليس مقياساً لانتشار القراءة ولا جمهورهم يعكس حالة ثقافية معتبرة.. بينما فى الغرب وأمريكا هناك سوق وصناعة متكاملة لمئات الكتب عن حكايات أفراد عاديين، تحولوا إلى أبطال فوق العادة، ولها جمهور واسع وتوزع ملايين النسخ.. وشركات الأفلام تتهافت عليها!

فمتى نرى فيلماً ينبض بالحياة تتصدره عبارة «مستوحى من قصة حقيقية».. بدلاً من الأفلام المجففة التى تهرب من المسئولية بعبارة «الفيلم من وحى خيال المؤلف وأى تشابه فى الأحداث أو الشخصيات أو الأسماء هو من قبيل الصدفة وغير مقصود»؟!

[email protected]