رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

بمناسبة مرور مرور 4 سنوات على بدء تشغيل مشروع ازدواج قناة السويس.. أو كما تعودنا على تسميته باسم «مشروع قناة السويس الجديدة».. استمعنا الى تصريح للفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس الجديدة والمنطقة الصناعية.. قال فيه ما معناه إننا نفخر بإنجاز هذا المشروع دون أن «نمد أيدينا» لاقتراض سنت واحد لتنفيذه.

•• هذه العبارة

تلخص ملحمة كبرى شارك فيها ملايين المصريين.. وستظل علامة بارزة ومضيئة فى تاريخ الوطن.. حيث يظل مشروع «قناة السويس الجديدة» رمزًا لإرادة المصريين، وقوة وصلابة الشعب المصرى فى مواجهة تحديات مرحلة من أصعب المراحل التى مر بها الوطن .. ناهيك عن القيمة والأهمية الاقتصادية والاستراتيجية للمشروع.. فقد كان تنفيذه ملحمة وطنية حقيقية للشعب المصرى الذى يعد البطل الحقيقى وراء نجاح هذا المشروع وتوفير التمويل اللازم له، والمقدر بنحو 64 مليار جنيه فى ثمانية أيام فقط، أضف إلى ذلك تنفيذ المشروع فى وقت قياسى.. عام واحد.. وهو إعجاز عملى شهد له العالم كله.

ودائما نحتاج.. كشعب وقيادة.. إلى استنهاض هذه الروح الوثابة.. وشحذ همم هذا الشعب الصابر المكافح.. الذى أنهكته فاتورة إجراءات الإصلاح الاقتصادى.. وتقبل صاغرًا أن يتحمل كل العناء والمشقة والغلاء ويذوق آلام الضنك والحرمان.. أملًا فى شروق فجر جديد يجنى فيه ثمار تعبه وصبره.. وإن طال الزمان..

•• ورغم مرور 4 سنوات

فإن هناك جدلًا لا يزال دائرًا.. بعضه موضوعى.. وأغلبه مغرض وخبيث.. حول الجدوى الاقتصادية للمشروع فى ظل ما حدث من تراجع فى إيرادات بعض الشهور.. وهى ظاهرة سبق تفنيدها وتحليلها وتحديد أسبابها بالحقائق والأرقام.. والتى تتعلق فى مجملها بتطورات وأمور لاحقة لا تعود إلى المشروع نفسه.. مثل تراجع أسعار البترول وتغير ظروف سوق النقل البحرى والظروف المالية والاقتصادية العالمية بشكل عام.. والتى أثرت بشكل لافت على حركة التجارة الدولية.

ولذلك نقول دائمًا للمجادلين والمشككين: إن مشروعًا بحجم وأهمية قناة السويس لا يمكن اختزاله أبدًا فى مسألة زيادة أو تراجع الإيرادات.. مع إهمال معايير واعتبارات أخرى أكثر أهمية.. كتلك التى تتعلق بالعائد السياسى والاستراتيجي  للمشروع.. ودوره فى تصدير صورة إيجابية ومشرقة عن الدولة المصرية النامية.. بعد سنوات صعبة من التراجع والانعزال والتخبط والتضرر من الحرب ضد الإرهاب.

•• وللأسف

مازال بيننا من المحبطين والمغيبين والمخدوعين.. والمغرضين المخادعين.. من تعمى أبصارهم وبصائرهم.. عمدًا أو جهلًا.. عن حقيقة أن طبيعة مشروع قناة السويس الجديدة باعتباره مشروعًا استراتيجيًا كبيرًا.. تعنى أنه لن يحقق عوائده إلا على المدى البعيد.. شأنه فى ذلك شأن كل المشروعات الاستراتيجية الكبرى فى دول العالم أجمع.. أضف إلى ذلك أن جزءًا كبيرًا من عوائد المشروع يثمثل فى المرحلة الثانية منه.. وهى مرحلة المشروع العملاق الآخر لتنمية منطقة قناة السويس.

وهذه حقيقة جرى توضيحها تمامًا قبل بدء تنفيذ مشروع الحفر.. من خلال البحوث والدراسات المعلنة.. وكذلك عند الإعلان عن طرح «سندات القناة» التى تم استخدام جزء من حصيلتها فى مشروع الحفر والآخر فى مشروع التنمية.

•• مرة ثانية.. وثالثة.. ورابعة

نؤكد أن مشروع قناة السويس الجديدة إذا ماتم النظر إليه بنظرة موضوعية وطنية شريفة.. قد حقق بالفعل الهدف السياسى والاستراتيجى والمعنوى له.. رغم كل ما وجهت له من طعنات. أما على المستوى الاقتصادى فقد تحقق أيضًا جانب كبير من أهدافه.. ويتبقى العائد الأكبر الذى سيتحقق إن شاء الله باكتمال مشروع تنمية منطقة القناة الذى يجرى إنجازه فى صمت.. والذى يمثل ملحمة بطولية لا تقل أهمية عن مشروع الحفر ذاته.