رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قد يمر الخبر مرور الكرام على الناس وسط الاهتمام بنهائى بطولة الأمم الأفريقية والارتفاع الحاد فى درجات الحرارة الخبر الذى نشرته صحيفة «جارديان» البريطانية يقول إن دولة قطر وافقت على إجراء تحقيق شامل فى وفاة عامل بريطانى بموقع بناء أحد الملاعب لبطولة كأس العالم لكرة القدم.

وقالت إن القرار الذى اتخذته اللجنة العليا للمشاريع والإرث فى دولة قطر، بعد نحو 18 شهرا على وفاة العامل زاك كوكس فى يناير 2017، إثر سقوطه من منصة معلقة على ارتفاع 40 مترا فى موقع بناء ستاد خليفة الدولى فى الدوحة.

وأضافت أن القرار جاء بعد حملة للنشطاء البريطانيين عبروا فيها عن قلقهم إزاء الظروف الأمنية والصحية فى أماكن بناء الملاعب للمونديال المقبل.

ويأتى خضوع قطر لهذه الحملة ليفتح الباب حول حقيقة ظروف العمل فى ملاعب المونديال وهى الظروف محل انتقاد كثير من المنظمات الحقوقية المستقلة وهى الحملة التى تصاعدت فى الفترة الأخيرة مع ارتفاع درجات الحرارة ومع كشف عمليات نصب كبرى قامت بها شركات المقاولات على العمال خاصة من شرق آسيا واضطرت الحكومة القطرية الى دفع ملايين الدولارات الى العمال لتسوية الخلافات.

ووفقاً للجارديان تعد هذه أول حالة لإجراء تحقيق منفصل على هذا المستوى فى وفاة عامل واحد فى مواقع بناء الملاعب فى تاريخ بطولات كأس العالم.

وسيقود التحقيق المستقل القاضى السابق فى المحكمة العليا البريطانية روبرت أكينهيد، الذى لديه خبرة فى مثل هذه القضايا.

ونجحت بريطانيا فى الضغط على الحكومة البريطانية فى حين فشلت حكومات دول شرق آسيا وهى الحكومات التى قتل عدد أكبر من عمالها فى هذه الإنشاءات ليؤكد أن القوة الدولية أخضعت قطر لرغابتها.

واستجابة الحكومة القطرية لمثل هذا الموقف تسقط عنها ما تدعيه أنها تحمى سيادتها، خاصة أن التحقيق القطرى قيد الواقعة بأنها حادثة عادية تحدث دائماً فى مواقع الإنشاءات فى العالم  ولم تخرج علينا الحكومة القطرية بأن الحملة تعد تدخلا فى الشئون الداخلية لدولة ذات سيادة. هذه العبارات التى واجهت بها قطر دول الخليج عندما طالبوا أكدوا انهم تضرروا من استضافة قطر قيادات الإرهاب والتدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى.

فقد أثبتت الأيام أن الحكومة القطرية أسد على جيرانها ونعامة أمام الغرب فهى ترتعد عندما تكون معركتها مع دولة أوروبية وتلبى جميع المطالب بدون تفكير وتعتقد أن هذا التصرف يحسن صورتها أمام الرأى العام الغربى وفى الحقيقة تفقد احترامها أمام شعبها، فالحكومة التى ترفع شعارات متضاربة ولا تعتمد معايير موحدة فى التعامل مع الغير مهما كان هو..  حكومة لا تستحق الاحترام من شعبها.

على الحكومة القطرية أن تراجع جميع مواقفها وتوقف دعمها للإرهاب، لأن كل يوم يمر يتم اكتشاف معلومات جديدة عن تورطها فى دعم التنظيمات الإرهابية وآخر هذه المواقف خلية الإخوان التى تم القبض عليها فى الكويت والتى دخلت الكويت مع أكثر من 300 من قيادات الجماعة قادمين من قطر وتركيا ومنهم من دخل الكويت بجوازات سفر قطرية وبدعم من نواب الإخوان فى مجلس الأمة الكويتى وسوف تكشف الأيام القادمة معلومات أكثر حول ماذا كانت ستفعل هذه الخلية فى الكويت من أعمال إرهابية.

فالحكومة القطرية جعلت الدولة القطرية بلدا بوجهين وبلدا يرفع الشعار وعكسه وتعتقد أن هذه المواقف سوف يجعلها آمنة فى حين كل يوم يمر تخسر فيها أصدقاء جددا وتدفع أموالا أكثر للولايات المتحدة وتركيا اعتقاداً منهما أنهما قادران على حمايتها.. وعلى رأى المثل المصرى «المتغطى بترامب وأردوجان عريان».

نحن فى انتظار التحقيق البريطانى المستقل الذى نأمل أن يمتد إلى جميع الحالات المشابهة التى وقعت فى السنوات الماضية أو أن تطالب الحكومات التى قتل رعاياها بأن يتم فتح تحقيق مستقل فى كل حالة.