رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 الأمريكان يعيدون الكرة الف مرة، ونحن لا نتعلم الدرس أبدا، فما يحدث الآن هو اختلاف أسماء العملاء فقط، فمنذ سنوات قريبة أكدنا أن البغدادى هو صورة جديدة من صدام، وأن كليهما لعب الدور المنوط به لصالح أمريكا، وأن المسلسل الذى شاهدناه كانت احدى حلقاته يوم أعطى النظام العراقى الضوء الاخضر لاحتلال الكويت؛ لتصبح بمثابة مسوغات غزو العراق فى 20مارس 2003 وكل هذا لم تدفع فيه أمريكا دولارا واحدا فلقد كشفت السفيرة الأمريكية فى الكويت حينذاك  «ديبورا جونز» عن أن الكويت تقدم دعمًا عينيًّا لوجستيا بقيمة 1.2 مليار دولار لغزو العراق، والغريب  أن السفيرة  أكدت أن (الشركات الكويتية التى أصبحت خبيرة فى مجال توريد الدعم اللوجيستى إلى الشركات العسكرية الأمريكية ستنتقل مع الجيش الأمريكى  - ليس فقط إلى أفغانستان-، ولكن أيضًا إلى أفريقيا وأماكن أخرى).

الى جانب أن احتلال الكويت أدى الى فرض حصار وضرب طوق من العزلة حول العراق عبر سياسات العقوبات التى انهكت العراق وجعلته لقمة سائغة عندما قررت الولايات المتحدة الأمريكية اقتناصها لم تجد من يدفع عنها .ولم يكن هذا احتلالا للعراق فحسب بل احتلال مقنع للمنطقة كلها ونهب لثرواتها، وإضعاف لمنطقة الخليج، وافساح لعملية التدخل الخارجى وخلق تداعيات انهيار المنطقة لأنها حولت العراق الى نقطة ارتكاز استراتيجية مثالية للسيطرة على المنطقة، وحدث هذا مجددا بعد ذلك بعودة أمريكا الى العراق  وسوريا من جديد فى ثوب البطل المغوار لانقاذ العالم من داعش.

 وأشعلت حرب استنزفت الأخضر واليابس، وتمت الهيمنة على الاقتصاد الأحادى الجانب وهو إنتاج وتصدير النفط .. فلعبة  داعش  الامريكية خطط لها منذ بدء الحرب المستترة على سوريا بحجة إنقاذها من نظام بشار الاسد، وإلا بماذا تفسر وجود «إبراهيم عواد السامرائى» خريج سجن بوكا الأمريكى فى البصرة أيام الاحتلال الأمريكى للعراق والمكنى بـ«أبو دعاء» ضمن المتواجدين مع السيناتور الأمريكى «جون ماكين» وبحضور اللواء المنشق عن الجيش السورى ورئيس أركان الجيش الحر اللواء سليم ادريس داخل الأراضى السورية (الفيديو موجود على مواقع اليوتيوب).

 وقد أصبح بعد ذلك صدام حسين الحاكم الآمر الناهى بعد أقل من اسبوعين من الانقلاب وعلى مدى 35عاماً من حكمه أنهكت العراق تحت حكم ديكتاتورى رسخ عوامل الفرقة بين نسيج الشعب الواحد وظلت النار مشتعلة تحت الرماد، لتتحول الى بركان محموم بين السنة والشيعة والاكراد، لتصبح العراق بثرواتها فى قبضة الهيمنة الامريكية، وكل هذا تم ضمن مخطط مرسوم دعمته الحرب التى شنها النظام العراقى على ايران فى العام 1980.

وخلال 8 سنوات انهكت ايران والعراق وأضعفت المنطقة لتكون المشهد الاول فى مسلسل الأطماع الأمريكية، والتهمت الولايات المتحدة ثمار هذه الحرب بتدمير قوة البلدين، ثم شجعت أمريكا صدام لاحتلال الكويت وأوهمته أنها  لن تنقلب عليه 180درجة وستكتفى برفضه سياسياً، وابتلع صدام الطعم المنصوب للنظام العراقي؛ لتكون بداية النهاية التى أدت بنا الى ما نحن فيه الآن ؛فالجميع يعلم أن امريكا خالقة هذا الكيان المشوه «داعش» وسجلاتها الاستخبارية تضم كل اسماء «القادة» والمحركين للتنظيم ، واسماء المؤسسات والبنوك المالية التى تحول الاموال، ومراكز التطوع فى العالم، ومعسكرات التدريب فى تركيا وباقى الدول التابعة للمسار الامريكى. وكل يسير فى ما تريده أمريكا. والآن نحن فى الطريق الى خلق صدام وبغدادى جديد فى المنطقة، مجرد اسم ضمن سلسلة متواصلة من العملاء والهدف واضح وعلى مرمى البصر، ولكن يبدو أنه دوما تعمى الابصار التى فى القلوب!