ضربة البداية
أثبتت الأيام الأخيرة أن الكثيرين فى الوسط الرياضى لا يدركون حجم وخطورة بطولة الأمم الأفريقية التى تنظمها مصر ابتداء من 21 يونيو الجارى وحتى 19 يوليو القادم.. وإمكانية أن تكون عاملا مساعدا فى دعم الدولة على مختلف الأصعدة، وعلى رأسها بطبيعة الحال تنشيط حركة السياحة التى عانت الأمرين منذ ثمانى سنوات، وتعانى من أجل الاستشفاء، بعد أن دخلت غرفة الإنعاش وكادت تموت اكلينيكيا لولا الجهود المخلصة التى تبذلها القيادة السياسية لدفعها للأمام.
أثبتت الأيام الأخيرة أن البعض لا ينظر إلا تحت قدميه ولا يشغله على الاطلاق توفير الأجواء المناسبة للمنتخب من أجل تحقيق أفضل النتائج والفوز بكأس الأمم الأفريقية الغائبة عن مصر منذ عام 2010.. يشغلهم فقط الفوز بالدورى والتمسك بالرأى ورفض كل الآراء الأخرى المطروحة على مائدة النقاش.. ويلوحون بالتهديد بالانسحاب!
الأهلى قدم واحدا من أضعف مواسمه الكروية فنيا فى معظم الفترات.. وتحسنت نتائجه مؤخرا بغض النظر عن الأداء ولذلك عاد من بعيد الى المنافسة على الصدارة وأصبح الفوز بالدورى هو طوق النجاة بالنسبة لمجلس الإدارة برئاسة الكابتن محمود الخطيب.. ولذلك كان مصرا على استكمال مباريات الدورى قبل بطولة الأمم الافريقية.. وبعد مشاورات وجلسات مطولة واجتماعات مع كل الأطراف عاد وتراجع عن موقفه بعد صدور بيان من اتحاد الكرة الذى حدد فيه مواعيد المباريات المتبقية من عمر المسابقة عقب بطولة الأمم الأفريقية وآخر مباراة بين الأهلى والزمالك تحدد لها 30 يوليو القادم.. والسؤال: لماذا أضاع الأهلى كل هذا الوقت فى الجدال والرفض ما تسبب فى تشتيت جميع أطراف اللعبة؟!
والزمالك.. أصر على عدم اللعب بدون الدوليين ويرى أن من حقه ألا يلعب مبارياته المؤجلة قبل بطولة الأمم الأفريقية؛ نظرا لضيق الوقت وان لديه أربعة لاعبين مؤثرين يشاركون مع المغرب وتونس علاوة على لاعبيه المصريين الدوليين.. وربما يكون الزمالك له الحق فى ذلك؛ لأنه ليس من المفروض أن يتحمل وحده أخطاء اتحاد الكرة الذى اعترف بها فى بيانه الأخير.. ولكن الملاحظة الوحيدة أن فريقا كبيرا وبحجم الزمالك يجب أن يكون جاهزا لأى ظروف حتى لو اضطر للعب بدون الدوليين..
وأخيرا.. يجب أن يضع الجميع فى الاعتبار أن المنتخب فوق الجميع وأهم من أى فريق وأى بطولة محلية وأن فوز مصر بكأس الأمم الأفريقية هو انتصار للجميع ولكل الجماهير المصرية بمختلف انتماءاتها.. وعلى اتحاد الكرة ألا يكرر هذه الأخطاء التى كادت تفسد هذا الموسم الطويل.