رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

لا ينكر عاقل ذلك التشويش الكبير الذى أصاب الرسالة المحمدية على مر القرون.. مئات الفرق وعشرات المذاهب والمشارب.. ما بين إنكار وابتداع وجمود وسوء فهم وإلحاد.. وهو ما بنى حائطاً كبيراً بين المسلمين وما جاء به نبيهم.. وأضاع البوصلة من بين يدى أكثرهم.

فمن يتدبر القرآن وصحيح السنة النبوية بقلب سليم.. يكتشف بسهولة أن ما نعيشه اليوم لا علاقة له بما جاء به نبى الإسلام صلى الله عليه وسلم.. وإلا لما اقتتل المسلمون، وتفتت دولتهم، وتحجرت عقولهم، وأصبحوا أضحوكة الأمم.. وهذا ما دفعنى يوما للقول إن أمة الإسلام بحاجة إلى مذهب خامس.. يجمع شملها ويصلح ما أفسده سوء الفهم.. وتحريف النقل. وأراد الله أن أدخل بعدها فى رحلة طويلة «عن غير عمد» تخطت العشر سنوات بين ضفاف الكتاب والسنة والفقه.. لأكتشف بعدها أن ذلك المذهب، ليس إلا.. «المذهب الأول».. مذهب النبى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، حيث السلام والعلم والعمل، حيث لا تضارب مزعوماً بين آيات القرآن كما يظن اليوم أصحاب العقول المتحجرة أو مرضى القلوب.. ولا بين كتاب الله وسنة نبيه.. ولا بين رسالة الإسلام فى مجملها وتطور البشرية.

فتجاوز تلك القرون بكل ما حوت.. والعودة لصحيح الدين كما نزل يسير بأمر الله.. وليس كما يتوهم المتوهمون.. فيقول نبينا صلوات الله عليه «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى كتاب الله وسنتي».

والواقع المؤلم أن إحجام علماؤنا عن هذه الخطوة وتخوفاتهم.. هو سبب مانحن فيه اليوم.. وهو ما فتح الباب واسعا أمام المتأولين والمتربصين بالإسلام.

وأهم ملامح ذلك التجديد المطلوب..إعادة فهم وتفسير آيات الذكر الحكيم فى ضوء أسباب النزول.. وتبيين حكم الآيات على واقعنا بالقياس على أسباب النزول.. وتوضيح ما ورد فى كتاب الله من آيات الأحكام، والحلال والحرام وما يتعلق بفعل البشر ودنياهم.. ورد ما أُشكل مما ورد عن رسول الله إلى الكتاب وصحيح السيرة النبوية.. وأن يكون للمتن ما للسند فى الحكم على صحة الحديث.. وترك ما يخالف كتاب الله وفعل نبيه.. فهذا هو السبيل الوحيد لسد الذرائع ورد الشبهات.. على أن يواكب ذلك العمل نهضة حقيقية فى مجال النشر والإعلام.. لتصل الرسالة للمسلمين قبل غيرهم نقية كما جاء بها نبينا صلى الله عليه وسلم.

وقد روى عن ابن عباس حين سئل: كيف يقتل المسلمون بعضهم بعضاً وبينهم كتاب الله.. أنه قال يقرأونه لكن لا يفهمونه كما كنا نفهمه زمن رسول الله.

وهذا ما نحن فى أشد الحاجة إليه اليوم.. أن نرجع إلى ذلك الفهم.. فهل من مجيب؟.. وهل من نصير لدين الله وسنة نبيه؟.