رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

 

 

أخذتُ البلح معى إلى ألمانيا ظناً أن ألمانيا لا نخيل بها وربما لا يبيعون التمر، اصطحبته معى، كان الطريق إلى جامعة بون حيث أدرس يمر بحديقة واسعة اسمها «هوف كارتن» وكان الطلبة إذا أشرقت الشمس- وهذا شىء نادر فى ألمانيا – يتمشون فى هذه الحديقة، كنت أسكن فى شارع يسمى «لينيه اشتراسه» واشتراسه بالألمانى شارع أى «شارع لينيه» واكتشفت أن المستشرقة الألمانية الشهيرة أنمارى شيمل التى كتبت 80 كتابًا حول عظمة الاسلام وسماحته تسكن فى هذا الشارع بعد بيتين من البيت الذى أسكنه، وكان هذا مبعث سعادتى وكم كنت أفرح عندما نتصادف الذهاب سويًا إلى الجامعة، وتتوقف كل خطوتين وهى تردد أقوال جلال الدين الرومى عن حدائق المعرفة وعن الزهور المتكلّمة والأشجار التى تمشى معنا، وعن أقواله فى شهر رمضان:

«رمضان، إنَّ كل صباح مِنه عيد، وكل ليلةٍ منه ليلة قدْر»

وكانت تتكلم عن الأبنية العتيقة فى جامعة بون وكيف تمّ بناؤها وكانت المسافة بين بيتها والجامعة أقل من كيلومتر كنا نقطعه فى نصف ساعة لأن حديثها مشرق وروحها خلابة جذابة، والأعجب أنها كانت عندما تكلمنى تخاطبنى «يا مولانا».. فابتسم فتقول لى «أنت صاحب الخضر. فأنت مولانا... » الجميل فى الأمر عندما عزَمتْنى إلى بيتها قدّمت لى التمر فى بيتها، وفى المرة الثانية أهديتها التمر الصعيدى، وأعجبتْ به كثيرا.

كان المستشار الثقافى المصرى الدكتور محمد ابراهيم سالم أباً للجميع، يجمعنا كل شهر تقريباً فى جلسة ثقافية وعندما جاء رمضان كنت أشعر بغربة بددها هذا المستشار الثقافى بحفل إفطار جميل فى مكتب الملحقية الجميل الذى يطل على «الهوف كارتن» وجامعة بون، وأحضر كل منا الكنافة والقطايف والتمر والزلابية والخشاف فأعادوا لنا أجواء رمضان المصرية ثم صلينا المغرب والعشاء والتراويح؛ ومن حسن طالعى أنى عاصرت مستشارين ثقافيين مصريين يحبون مصر مثل الدكتور كمال رضوان رحمه الله والدكتور باهر الجوهرى والدكتور على الجميعى وغيرهم مما خففوا عنا عناء الغربة، وكان من الجميل أن نرى ممثلى الأوقاف والأزهر الذين يفدون لقضاء شهر رمضان مع المصريين المغتربين أيضاً، ولهم دور كبير فى شرح مفاهيم الإسلام ومغزى رمضان، ما يستدعى الجو الرمضانى المصرى فى مخيله المغتربين الذين يحنّون إلى أوطانهم دوماً.

خاتمة الكلام

قال ابن المتوفى:

رأتْ قمر السماء فأذكرتنى...

 ليالى وصلنا بالرّقمتينِ

كلانا ناظر ٌقمرًا ولكنْ

... رأيتُ بعينها ورأتْ بعينى