رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علشانك يا مصر

من تاب وأناب فأجره على الله، لا يستطيع أحد أن يراجع الشيخ عائض القرنى فى توبته، فإنما التوبة لله الواحد  الأحد، وهو الحق الذى يقبل توبة عبده إذا كانت توبة نصوحاً لا رجعة فيها.

عائض القرنى من مواليد 1958 تخرج فى كلية أصول الدين جامعة الإمام محمد  بن سعود الاسلامية، حصل على الماجستير من جامعة  الإمام فى الحديث النبوي، ثم حصل على الدكتوراه من نفس الجامعة، عمل أستاذاً بالجامعة لمدة 7 سنوات، وشغل منصب الأمين العام لمؤسسة «لا تحزن للإعلام والنشر».

تفرغ الشيخ القرنى للدعوة وزار الكثير من الدول وألف أكثر من  80 كتابا ووزعت كتبه أكثر من  10 ملايين نسخة، وترجم إلى عدة لغات، وشارك فى العديد من البرامج التليفزيونية.

عاش القرنى مؤمنا بما يفعله ويردده، ولقى الكثير من المضايقات لمخالفته الرأى، وقد تهكم على  رأس المملكة عدة مرات، وتم اعتقاله بعد أن ألقى عدة محاضرات فى أبها وسبت العلايا بالمملكة السعودية، وقيل إن اعتقاله جاء لمهاجمته التواجد العسكرى الأجنبي، ثم أطلقت السلطات  السعودية سراحه بشروط.

فى عام 2005 شارك فى فيلم موجه للمجتمعات الغربية يدعى «نساء بلا ظل» أكد فيه أنه لا حرج على المرأة أن تعمل دون أن تغطى كفيها ووجهها المهم أن تكون  محتشمة  ومحجبة.. وقال إن ذلك مسألة خلافية عند علماء المسلمين، ثم تحدث فى الفيلم أيضاً عن جواز قيادة المرأة للسيارة من خلال ضوابط.

بعد مشاركته فى هذا الفيلم وبعد تصريحاته خرج عليه بعض مؤيديه ليتحولوا الى معارضة شرسة ضده فشنوا عليه هجمة شرسة.. مما اضطره لاعتزال العمل الدعوى والإعلامي.

وأعلن اعتزاله فى قصيدة حملت اسم «القرار الأخير» محملاً المجتمع بتياراته الدينية والحداثية فى السياسة مسئولية التردى فى العلاقة بين الدعويين والمجتمع، وقال كلمته المشهورة «لقيت اتهامات عديدة، فالحداثيون يعتبروننا خوارج، والتكفيريون يشنعون علينا بأننا علماء سلطة، بينما لا يزال بعض السياسيين مرتابين منا».

بعد  إعلانه الاعتزال وانقطاعه عن العمل الإعلامي، تلقى العديد من الاتصالات والرسائل التى تحاول أن  تثنيه عن قرار الانقطاع،  التقى الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض آنذاك، وتلقى اتصالات من صديقيه سلمان العودة وسعد البريك وعدد من أصحابه. مما دعته إلى التفكير الجاد فى العودة الى الدعوة والإعلام.

وفى يوم الثلاثاء 1  مارس  2016 تعرض الشيخ عائض القرنى  إلى محاولة اغتيال نفذها مجهولون خلال زيارته للفلبين، وأصيب  جراء المحاولة فى يده وبطنه بعد إطلاق النار عليه، ونقل الى مستشفى «مانيلا» لاستكمال علاجه وجاءت محاولة الاغتيال الفاشلة بعض أن ألقى الشيخ القرنى محاضرة فى مدينة «زامبوانجا» وحضرها أكثر من عشرة آلاف شخص، وقتل رجال الأمن الجانى وتم القبض على متهم آخر.

ولم يعرف السبب الرئيسى وراء محاولة الاغتيال الفاشلة، وفى غضون ساعات قليلة من محاولة الاغتيال زادت مواقع التواصل الاجتماعى بتغريدات  وصلت إحداها الى أكثر من مليون تغريدة فى تفاعل غير عادى بعد إصابة الشيخ.

< الشيخ="" عائض="" القرنى="" صحح="" أفكاره="" فى="" عام="" 2005="" وتراجع="" عن="" بعض="" معتقداته="" الخاطئة،="" مما="" تسبب="" فى="" هجوم="" شرس="" عليه="" واتهموه="" أنه="" من="" الخوارج،="" والتكفيريين="" وصفوه="" بأنه="" من="" سدنة="" السلطان،="" بعد="" أن="" قال="" إن="" من="" حق="" المرأة="" العمل="" ومن="" حقها="" أن="" تكشف="" عن="" يديها="" ووجهها="" وقال="" أيضا="" من="" حق="" المرأة="" قيادة="" السيارة="">

هذا الرأى خالف المتشددين والتكفيريين،  واحتسبوه  زنديقا لأنه عاد إلى الصواب.

وتوارى الشيخ طوال هذه الفترة، والتى تعد أكثر من 13 عاما ثم خرج علينا منذ عدة أيام فى برنامج «الليوان» على قناة روتانا خليجية أنه يعتذر من المجتمع السعودى باسم الصحوة.. عن التشديد وبعض الفتاوى التى اعتبرها  مخالفة للكتاب والسنة.

أعتقد أن المراجعات الفكرية مسألة خاصة جداً وتعود الى صاحبها وهو حر فى أن يعلن كل فترة عن مراجعة نفسه.. ولكن ما استوقفنى أمام هذه المراجعة الثانية فى حياة الشيخ عائض القرنى، ما جاء فى كلامه أنه يعتذر عن التشديد وعن بعض الفتاوى التى اعتبرها مخالفة للكتاب والسنة.. لا إله إلا الله أتعتذر عن فتاواك التى جاءت تخالف كتاب الله وسنة نبيه.. صحيح أن باب التوبة لا يغلق أبداً وأن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم. لكن يا مولانا ماذا تقول للذين انساقوا وراء فتاواك المخالفة للكتاب والسنة، ماذا تقول فى فتوى أهدرت دماء بريئة لا حول لها ولا قوة؟.

سيدى لست ضد اعتذارك أبداً وجميع المسلمين يقبلونه بلا أدنى شك، لأن العفو والتسامح من شيم وأخلاق الإسلام الكريم وأن فكرة الاعتذار نفسها إدانة لما حدث فى السنوات الماضية الغابرة.

< وتبقى="" كلمة:="" التوبة="" إلى="" الله="" سبحانه="" وتعالى="" لا="" ترد="" إذا="" كانت="" النية="" خالصة="" لوجه="" الله="" تعالى،="" وأن="" يصحبها="" فعل="" الخير="" بما="" يتفق="" مع="" ما="" جاء="" به="" القرآن="" الكريم="" والسنة="" النبوية="">

قال تعالى «إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً».

وعلى أتباع الشيخ عائض القرنى فى الوطن العربى والاسلامى أن تكون لهم فيه أسوة حسنة وأن يتوبوا إلى الله  توبة نصوحاً مما فعلوه عن جهالة وأدعو نفسى وإياكم أن نتوب إلى الله توبة لا نعود بعدها إلى معصية أبداً.

أدعو الله أن يتقبل توبة الشيخ عائض القرنى، ويتقبل المسلمون اعتذاره مما أصابهم من فتاواه.