مسافة السكة
كتبت رمضان الماضى بجريدة الاهرام مقالًا بعنوان من مسابقة الشيخ زايد لبرنامج tedx بالعربى، وتحدثت فيه عن المسابقات التى تُقام بالدول العربية والأجنبية والهدف منها تشجيع الشباب وتحفيزهم، وتمنيت عمل برنامج مصرى يكون هادفاً مُشجعاً للشباب يملأ ما بداخلهم من فراغ، يخلق روح التنافس الشريف بينهم، حتى تابعت برنامج العباقرة الذى يقدمه الروائى عصام يوسف وحينما قرأت عن سيرته الذاتية وجدت أن والده الكاتب الأديب عبد التواب يوسف صاحب الألف عنوان ووالدته الصحفية القديرة ماما لبنى رئيسة تحرير مجله سمير رحمهما الله فعلمت أن ابن الوز عوام، فهذا الروائى المبدع استطاع أن يُكمل مسيرة والده صاحب برنامج الكاس لمين، فقد قام بتقديم فكرة برنامج العباقرة بناء على فكرة من والده الراحل وهو برنامج بدأ بعباقرة المدارس ثم الجامعات تحت شعار الأولوية للتعليم والذى ساعد على تحفيز الشباب على القراءة والمعرفة وساعد على نمو وتطوير التعليم بمصر.
ولم يكتف بذلك بل فاجأنا فى شهر رمضان الحالى ببرنامج العباقرة للعائلات والذى جعل العائلة بالكامل تهتم بالثقافة والعلم، فحقق الهدف من الفن والدراما، فالفن رسالة سواء تمثل فى برنامج، فيلم، مسلسل، أو حتى إعلان، وشاهدنا إعلانات هادفة من دول عربية مثل إعلان زين، وأيضاً رأينا برنامج الصدمة والمماثل له ورطة إنسانية اللذين أسهما فى إعادة الإنسانية للبعض وتذكير البعض الآخر بها، وكل ما فعله الروائى للشباب جعله سفيرًا للشباب بصندوق الأمم المتحدة للسكان بسبب أنه استطاع الوصول لقلوب وعقول الشباب، وعقب هذا الاختيار الذى وقع عليه تم توقيع اتفاقية تعاون مبدئى بينه وبين المنظمة الدولية لدعم الشباب من خلال أنشطة ومهام متعددة، فنأمل أن تسير مصر على هذا النسق فى تقديم البرامج الإيجابية الهادفة لتنمية قدرات الشباب ومساهمته فى تطوير المنظومة التعليمية فى مصر وخلق روح تنافسية إيجابية بين الطلاب، وفى النهاية كل ذلك ينصب على وطننا الغالى مصر، فالرسول عليه الصلاة والسلام قال: أوصيكم بالشباب خيرًا، فالشباب هم مصدر الطاقة وتعتبر من أهم المراحل التى يجب استغلالها الاستغلال الأمثل سواء على المستوى الفردى أى استغلال الشاب لهذه المرحلة أم استغلال الدولة للشباب، فقد اهتم الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بهذه المرحلة من العمر، ووجهها للبناء والخير بهدف بناء أمة قوية تحرص على الخير والعمل، وفى النهاية أشكر الروائى العظيم عصام يوسف والذى أصبح قدوة للشباب فى العالم العربى على هذا البرنامج الرائع، وعلى حماسه وطموحه واهتمامه بالشباب، وتحية لقناة القاهرة والناس ومخرج هذا البرنامج الرائع ميلاد أبى رعد. وأتمنى أن أشاهد بمصر برامج هادفة للشباب تخلق لديهم روح المنافسة حول إظهار الكفاءة والإبداع وإلغاء البرامج الهابطة التى ما جنى الشباب من خلالها إلا كل سوء.
كلية الحقوق- جامعة الإسكندرية