رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

لن تراه أبداً.. هذا الجمال وهذه المشاهد الاحتفالية إلا فى مصر فقط، ففى الأسبوع الماضى وأنت تتجول فى شوارع وأحياء وحوارى القاهرة تشعر بأن مصر أصبحت شارعاً واحداً، فقد فرضت الأعياد والمناسبات والاحتفالات دينية وقومية هارمونى رائع على الشارع المصرى، فبداية كانت الأغانى الوطنية تملأ الأرجاء وتتراقص القلوب احتفالاً بعيد تحرير سيناء الحبيبة أرض الفيروز، ثم توالت الاحتفالات.

فما بين الاحتفال بشم النسيم وقدوم شهر رمضان الفضيل تخلل ذلك احتفال أقباط مصر بعيد السعف ثم عيد القيامة.

رباه ما هذا التناغم الرائع الذى لا تراه إلا فى مصر ففى الأسبوع الماضى شاهدنا تلك الاحتفالات من خلال عرض المحال لبضاعة هذه المناسبات فما بين عرض وبيع الخوص المجدول بلونه الأخضر الرائع بجميع درجاته لعيد السعف فى محال الورد، وقيام محال أخرى بعرض الفسيخ والرنجة والملوحة والسردين المملح، لتصعد إلى الرصيف وأثناء السير عليه تجد بائعى البصل الأخضر والليمون والملانة والحلبة الخضراء لتجد أن جميع الحدائق قد تزينت بالورود والزهور، التى تفتحت فى فصل الربيع، وقد امتزجت الأجواء أيضاً بالطقوس الدينية، فبالمرور بجوار الكنائس تسمع أصوات الترنيمات الصداحة، ورنات الأجراس ووروحانيات المساجد، وقيام الشباب والفتيات بتعليق الزينات على الكنائس ومآذن المساجد ومد أحبال الزينة الورقية والبلاسيكية بين البيوت وفى الشرفات بطول الشوارع وعندما تسير فيها تشعر كأنك تسير فى منزل واحد به فرح.

وقد ازدانت الشوارع بالفوانيس بألوانها البهية المبهجة، وأيضاً عرضها بالمحال بجميع أنواعها سواء الكلاسيكية المصنوعة من الزجاج والصفيح والنحاس والحديثة البلاستيكية والخشبية والخيامية وأغانى رمضان الرائعة وقام الفطاطرية ببناء أفران القطائف والكنافة بجوار محلاتهم، وكذلك عرض ياميش رمضان بألوانه الكثيرة من ثمار مجففة وتضم تمراً وزبيب، وتيناً مجففاً، ومشمشاً مجففاً، ومشروبات وغيرها. فلم يبق على قدوم شهر رمضان إلا ساعات قليلة ويهل على الأمة الإسلامية لكنه له مذاق خاص بمصر بتراويحه وسهره وقيامه والمسحراتى، فلن تجد هذا الانسجام إلا فى أرض الكنانة مصر المحروسة.

رباه ما هذا الجمال الرائع والأجواء الدينية، فعيد شم النسيم أو الربيع يحتفل به المصريون من كل الأديان، لذلك فهو يعتبر مهرجاناً وطنياً، حيث اعتاد المصريون القدماء على تقديم السمك المملح والخس والبصل إلى آلهتهم خلال مهرجان الربيع المعروف باسم «Shemu» وما إن انتهى احتفال المصريين بشم النسيم حتى بدأوا بالاستعداد النفسى لروحانيات شهر الرحمة والغفران، شهر السعادة والفرحة يأتى كل عام ليملأ القلوب والمنازل بالفرحة، ويستقبله المسلمون بتعليق الزينات وإقامة الولائم، استعدادًا لقدومه فرمضان من أجمل ما يكون في كل شهور السنة، حيث الروحانيات والتقرب إلى الله بالطاعات وبجانب كل ذلك تزدان الشوارع والحارات بالزينة والفوانيس الجميلة وإقامة السرادقات لموائد الرحمن لتقديم أنواع الطعام لإفطار الصائمين، فلنحمد الله على نعمة الوطن ودوام حفظه للمحروسة بلدى.. حقاً كم انتِ عظيمة يا مصر يا أم الدنيا.