رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية:

تحظى العلاقات المصرية - التركية بوضعية خاصة لعلاقات كل منهما الخارجية استنادًا لدورهما الاقليمى والدولى ومكانتهما التاريخية والحالية فى منطقة الشرق الأوسط وريادة العالم العربى والإسلامى، وقد حظيت تلك العلاقة بأجواء من الشد والجذب والقبول والنفور والتعاون والتنافس، وهو ما بدا واضحا بعد اندلاع ثورات الربيع العربى فى العام 2011، حيث أيد نظام أردوغان فى تركيا، تلك الثورة وتحالف مع الإخوان المسلمين بعد وصولهم إلى الحكم فى مصر، ثم سرعان ما انقلبت تركيا على ارادة الشعب المصرى بعد الإطاحة بحكم مرسى ووصول الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الحكم.

وفى كتابه «كنت سفيرًا لدى السلطان» يكشف عبدالرحمن صلاح سفير مصر السابق فى تركيا خفايا العلاقات المصرية التركية خلال الفترة من 2011 - 2013 ويذكر بوضوح أن سر انقلاب أردوغان على مصر بعد الاطاحة بالإخوان، إطاحة الرئيس السيسى بأحلامه فى استعادة أمجاد الامبراطورية العثمانية التى حكمت المنطقة أكثر من أربعة قرون منذ 1517 - 1952، وقد كشفت ذلك ميول حزب العدالة والتنمية التركى الإخوانية، وأن تركيا تسعى منذ الاطاحة بالإخوان إلى استبعاد مصر من قيادة المنطقة، تارة بالتحالف مع قطر، وتركيا تارة أخرى بدعم ثوار داعش فى ليبيا وتارة ثالثة بمحاولة تطويق مصر جنوباً من السودان بإعمار مدينة سواكن وانشاء قاعدة تركية هناك، كما حاولت تركيا انشاء مطار وميناء في غزة دعما لمنظمة حماس، إلا أن مصر رفضت ذلك بوضوح، وقد انحازت إسرائيل للرؤية المصرية لأن مصر أهم لها من تركيا، ومنذ تلك اللحظة وأردوغان يسعى إلى اقصاء الدور المصرى فى المنطقة، حيث يسعى مع إيران إلى إنشاء تحالف سنى - شيعى لريادة العالم الإسلامى.

وهو ما تدحضه الحقائق التاريخية والسياسية باعتبار مصر الأزهر مرجع الوسطية الإسلامية. وباعتبارها قائدة العالم العربى الإسلامى ومؤسسة جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى.

فى تقديرى أن أردوغان يجب أن يرضخ للواقع ولإرادة الشعب المصرى فى الاطاحة بحكم الإخوان، وأن ينسى للأبد وهم الخلافة الإسلامية وأن يتعامل مع الواقع ويعرف أن التعاون بين مصر وتركيا على أرضية المصالح المشتركة أهم من أحلام الزعامة التى يحلم بها، فإذا كانت تركيا صاحبة أمجاد تاريخية، فمصر أيضا صاحبة أمجاد لا تنسى فى الماضى والحاضر والمستقبل.