رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

عشنا، على الأقل، ثلاث مراحل من الفساد.. مرحلة الفراخ الفاسدة، والقمح المسرطن، وأخيراً تجارة السيارات.. وبمصادفة لا تخلو من مؤامرة، انطلقت أولى هذه المراحل، تقريباً، بالتزامن مع برنامج تليفزيونى سخيف اسمه الكاميرا الخفية.. كان هدفه الوحيد الضحك الممزوج بالإهانة على الناس فى كل مكان.. وكأن الفاسدين فى المراحل الثلاث اتفقوا مع منتج البرنامج على المشاركة ببراعة فى إذلال البسطاء وبهدلتهم وتقليل قيمتهم.. تحت شعار راقص مبتذل « خلى بالك حنصورك (يعنى نسرقك) وأنت ولا على بالك»!

مشكلتنا الحقيقية ليست فى نقص الإمكانيات ولكن فى زيادة الفاسدين.. وليست فى قلة الموارد ولكن فى كثرة النّهابين.. ومن يراجع عدد المتهمين، والمدانين الذين تضبطهم هيئة الرقابة الإدارية، وهى جهة واحدة من أكثر من عشر جهات رقابية أخرى فى قضايا الفساد، يمسك رأسه قبل أن تسقط منه.. ومن يحصى الأموال التى سرقوها خلال سنوات حكم مبارك فقط، يمكن أن تساوى، ما أنفقناه على انتصار أكتوبر لهزيمة إسرائيل.. بينما الفاسدون تمكنوا، من هزيمتنا بما سرقوه، وللأسف كانت «اللقطات كلها طبيعية..والأبطال أنا وأنت وهى»!

والحرب الأخيرة، التى يقودها بعض رواد التواصل الاجتماعى ضد تجار السيارات والوكلاء والموزعين، ليست حرباً ضد ارتفاع أسعار السيارات فقط، ولكنها ضد الفساد الذى تفوح رائحته من كل سلعة تباع فى السوق.. الخضار، القمح، الفاكهة، الملابس، اللحوم، الأجهزة، الفراخ، الشقق حتى ساندويتش الفول.. كل شىء فى مصر أسعاره مرتفعة عن أى مكان.. سواء فى أمريكا، أو أوروبا، وكذلك فى الخليج وحتى أفريقيا.. وكل السلع فى مصر جودتها أقل بكثير من الخارج.. ورغم ذلك هى الأغلى فى العالم!

حالة النهم والجشع والفساد الذى بلا سقف، والسرقة التى بلا حدود، هى مشكلتنا الوحيدة منذ الانفتاح الاقتصادى أيام الرئيس السادات.. بالرغم أن ما أراده السادات ليس هو الذى تم تطبيقه على أرض الواقع، ربما، لعدم تهيئة البيئة الاقتصادية والقانونية المناسبة لهذا الانفتاح، وكان الرجل يحلم حقيقة أن يجنى الشعب المصرى الرخاء والرفاهية بعد سنوات الضنك والعوز التى عاشها لتحقيق نصر أكتوبر، ولكن الحرامية كانوا دائماً بالمرصاد لهذا الشعب.. هؤلاء الذين وراء كل هزائمه ويعرفون كيف يسرقون انتصاراته!! 

[email protected]