عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما انتهت الحرب العالمية الثانية وتم تدمير الدولة الألمانية بالكامل، لم تستغرق ألمانيا مدة طويلة من الوقت لتتعافى وتقود أوروبا فى الوحدة الأوربية بعد أن توحدت هى داخلياً وضربت المثل فى العمل والريادة العلمية والاقتصادية. اليابان أيضاً عانت من ويلات الحرب العالمية الثانية ويكفيها حجم الدمار الناتج عن تدمير هيروشيما ونجازاكى، إلا أن الطفرة الاقتصادية الهائلة التى قامت بها اليابان ودورها الريادى فى العالم الآن لا يخفى على أحد.
السبب الأساسى فى النهوض بعد كبوات الشعوب هو التعليم، ليست الأموال فقط ولكن الثروة البشرية المتعلمة
مصر الآن تخطو نحو عهد جديد يكون التعليم فيه محورا أساسياً من محاور الحضارة، مصر حاليا بها عدد ضخم من المؤسسات التعليمية وتخرج سنوياً الآلاف من الشباب من الجامعات لسوق العمل ولكن معظمهم لا يجد فرصة العمل المناسبة، وقد يقضى الشاب أو الشابة فترة طويلة يبحث عن فرصه عمل حقيقية، ولكنه لا يجد والديوان الحكومى متخم بالوظائف ولا يقبلون تعيينات جديدة لمدة أعلم انها ستطول حتى تستطيع الدولة المصرية إعادة إصلاح نواتج سنوات طويلة من الفشل والإهمال فى ديوان الخدمات الحكومية، الآن نشعر تدريجياً بالتحسن الواضح فى مستوى الطرق والأمان ومبادرة ١٠٠ مليون صحة وعلاج فيروس سى والخطط المبشرة لوزارة التعليم فى النهوض بجودة التعليم فى مصر.
لماذا لا ننشئ منظومة جديدة للتعليم لمن لم يحصلوا على أى فرصة للتعليم من قبل.
نعلم أن نسب الأمية فى مصر مازالت نسب عالية تعوق أى برامج للتقدم وخصوصاً بين السيدات فى الأماكن الريفية. تعليم المرأة المصرية سينعكس عليه فارق حضارى غير مسبوق ونجاح فى حملات تنظيم الأسرة وثورة فى الفكر فى جنوب مصر قد تساعد فى نجاح مشروعات التنمية كما لم يحدث من قبل هذه المنظومة لمحو أمية من لم يحصل على فرص التعليم ستكون مبنية على مجهودات الآلاف الشباب الجامعى الذى لم يحصل على فرصة عمل وسيكون على كل شاب مسئولية محو أمية ١٠ أفراد فى خلال سنة، بعد نجاح الشاب فى محو أمية ١٠ أشخاص تقوم الدولة بتقديم قطعة من الأرض صالحة للزراعة مع سلفة من البنك أو ما يماثل ذلك تسمح للشاب بإنشاء أسرة صغيرة داخل مجتمع مدنى يبعد عن الأماكن المزدحمة تقدم له الدولة الدعم الكافى على ان يتم سحب الدعم  تدريجياً سواء على مستوى الخدمات التعليمية أو الصحية من الأماكن المزدحمة والعشوائية داخل وخارج القاهرة.
السؤال هو: من أين نحصل على ميزانية المؤسسة التى ستقوم بمحو أمية ملايين المصريين؟

الدعم سيتم تقديمه من الشباب الذى يرغب فى الإعفاء من اداء هذا الواجب الوطنى سواء لسفره للعمل بالخارج أو لظروف تيسر أسرته ماديا وتعلمه فى احدى فروع الجامعات الأجنبية فى مصر ونحن نعلم مصاريفها الباهظة. سيتم تحديد الرقم المناسب لمنح الإعفاء للشباب الراغب من اداء هذه المهمة الوطنية وهو لن يفل عن ٥٠ الف جنية مصرى لنسبه لن تزيد عن ٥% من الخريجين

المنظومة الجديدة لمحو أميه الآلاف المصريين ستكون هى البداية لطفرة حضارية تنقل فكر المواطن المصرى فى سنوات قليلة إلى فكر يتماشى مع آليات و متطلبات العصر الحالى


أستاذ ورئيس قسم أمراض القلب بطب القاهرة